الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله ( فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون ( 157 ) )

قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : فالذين صدقوا بالنبي الأمي ، وأقروا بنبوته "وعزروه" ، يقول : وقروه وعظموه وحموه من الناس ، كما : -

15244 - حدثني المثنى قال ، حدثنا عبد الله بن صالح قال ، حدثني [ ص: 169 ] معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس : "وعزروه" ، يقول : حموه وقروه .

15245 - حدثني الحارث قال ، حدثنا عبد العزيز قال ، حدثني موسى بن قيس ، عن مجاهد : " وعزروه ونصروه " : "عزروه" ، سددوا أمره ، وأعانوا رسوله "ونصروه" .

وقوله : "نصروه" ، يقول : وأعانوه على أعداء الله وأعدائه ، بجهادهم ونصب الحرب لهم " واتبعوا النور الذي أنزل معه " ، يعني القرآن والإسلام " أولئك هم المفلحون " ، يقول : الذين يفعلون هذه الأفعال التي وصف بها جل ثناؤه أتباع محمد صلى الله عليه وسلم ، هم المنجحون المدركون ما طلبوا ورجوا بفعلهم ذلك .

15246 - حدثنا بشر بن معاذ قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد ، عن قتادة قال : فما نقموا يعني اليهود إلا أن حسدوا نبي الله ، فقال الله : " فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه " ، فأما نصره وتعزيره فقد سبقتم به ، ولكن خياركم من آمن بالله واتبع النور الذي أنزل معه .

يريد قتادة بقوله "فما نقموا إلا أن حسدوا نبي الله" ، أن اليهود كان محمد صلى الله عليه وسلم بما جاء به من عند الله رحمة عليهم لو اتبعوه ، لأنه جاء بوضع الإصر والأغلال عنهم ، فحملهم الحسد على الكفر به ، وترك قبول التخفيف ، لغلبة خذلان الله عليهم . [ ص: 170 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية