الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله ( النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون ( 158 ) )

قال أبو جعفر : أما قوله : " النبي الأمي " ، فإنه من نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وقد بينت معنى "النبي" فيما مضى بما أغنى عن إعادته ومعنى قوله : "الأمي" .

" الذي يؤمن بالله " ، يقول : الذي يصدق بالله وكلماته .

ثم اختلف أهل التأويل في تأويل قوله : "وكلماته" .

فقال بعضهم : معناه : وآياته .

ذكر من قال ذلك :

15247 - حدثنا بشر بن معاذ قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : " الذي يؤمن بالله وكلماته " ، يقول : آياته .

وقال آخرون : بل عنى بذلك عيسى ابن مريم عليه السلام .

ذكر من قال ذلك :

15248 - حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال ، حدثني حجاج ، عن ابن جريج قال ، قال مجاهد قوله : " الذي يؤمن بالله وكلماته " ، قال : عيسى ابن مريم .

15149 - وحدثني محمد بن الحسين قال ، حدثنا أحمد قال ، حدثنا [ ص: 172 ] أسباط ، عن السدي : " الذي يؤمن بالله وكلماته " ، فهو عيسى ابن مريم .

قال أبو جعفر : والصواب من القول في ذلك عندنا ، أن الله تعالى ذكره أمر عباده أن يصدقوا بنبوة النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته ، ولم يخصص الخبر جل ثناؤه عن إيمانه من "كلمات الله" ببعض دون بعض ، بل أخبرهم عن جميع "الكلمات" ، فالحق في ذلك أن يعم القول ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يؤمن بكلمات الله كلها ، على ما جاء به ظاهر كتاب الله .

وأما قوله : " واتبعوه لعلكم تهتدون " ، فاهتدوا به أيها الناس ، واعملوا بما أمركم أن تعملوا به من طاعة الله " لعلكم تهتدون " ، يقول : لكي تهتدوا فترشدوا وتصيبوا الحق في اتباعكم إياه .

التالي السابق


الخدمات العلمية