الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله ( والذين كذبوا بآياتنا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون ( 182 ) )

قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : والذين كذبوا بأدلتنا وأعلامنا ، فجحدوها ولم يتذكروا بها ، سنمهله بغرته ونزين له سوء عمله ، حتى يحسب أنه فيما هو عليه من تكذيبه بآيات الله إلى نفسه محسن ، وحتى يبلغ الغاية التي كتبت له من [ ص: 287 ] المهل ، ثم يأخذه بأعماله السيئة ، فيجازيه بها من العقوبة ما قد أعد له . وذلك استدراج الله إياه .

وأصل "الاستدراج" اغترار المستدرج بلطف من [ استدرجه ] ، حيث يرى المستدرج أن المستدرج إليه محسن ، حتى يورطه مكروها .

وقد بينا وجه فعل الله ذلك بأهل الكفر به فيما مضى ، بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع .

التالي السابق


الخدمات العلمية