الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              جماع أبواب سيرته- صلى الله عليه وسلم- في الصوم والاعتكاف

                                                                                                                                                                                                                              الباب الأول في ابتدائه ودعائه- صلى الله عليه وسلم- ببلوغ رمضان . وبشارته أصحابه بقدومه . صام صلى الله عليه وسلم تسع رمضانات

                                                                                                                                                                                                                              وفيه أنواع :

                                                                                                                                                                                                                              الأول : [في ابتدائه] .

                                                                                                                                                                                                                              روى الإمام أحمد ، وأبو داود ، عن معاذ بن جبل- رضي الله تعالى عنه- قال : «أحيل الصيام ثلاثة أحوال ، وكان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يصوم ثلاثة أيام من كل شهر ويصوم يوم عاشوراء فأنزل الله عز وجل كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم [البقرة : 183] .

                                                                                                                                                                                                                              الثاني : في دعائه- صلى الله عليه وسلم- ببلوغ رمضان :

                                                                                                                                                                                                                              روى البزار ، والطبراني ، من طريق زائدة بن أبي الرقاد ، عن أنس- رضي الله تعالى عنه- قال : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا دخل رجب يقول : «اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان» .

                                                                                                                                                                                                                              الثالث : في بشارته- صلى الله عليه وسلم- أصحابه بقدوم رمضان :

                                                                                                                                                                                                                              روى الإمام أحمد ، واللفظ له ، والنسائي ، عن أبي هريرة- رضي الله تعالى عنه- قال : كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يبشر أصحابه بقدومه ، يقول «قد جاءكم شهر مبارك ، افترض الله عز وجل عليكم صيامه . يفتح فيه أبواب الجنة ، ويغلق فيه أبواب الجحيم ، وتغل فيه الشياطين ، فيه ليلة هي خير من ألف شهر ، من حرم خيرها فقد حرم» .

                                                                                                                                                                                                                              وعن أنس بن مالك- رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- «سبحان الله ماذا استقبلكم وماذا تستقبلون» ، ثلاث مرات ، فقال عمر بن الخطاب : يا رسول الله أوحي [ ص: 410 ] نزل ؟ قال : لا ، قال : عدو حضر ؟ قال : لا ، قال : فماذا ؟ قال : «إن الله عز وجل يغفر في أول ليلة من شهر رمضان لكل أهل هذه القبلة» ، وأشار إليها بيده الحديث ، رواه ابن خزيمة ، من طريق عمرو بن حمزة القيسي عن أبي الربيع ، وقال : إن صح الخبر فإني لا أعرف خلفا أبا الربيع بعدالة ولا جرح ، ولا عمرو بن حمزة القيسي الذي دونه . انتهى .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن خزيمة من زوائد كثير بن زيد ، عن أبي هريرة- رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- «أظلكم شهركم هذا ، بمحلوف رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ما مر بالمسلمين شهر هو خير لهم منه ولا يأتي على المنافقين شهر شر لهم منه» الحديث .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن سعد ، عن ابن عباس وعائشة- رضي الله تعالى عنهما- قال : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا دخل شهر رمضان ، أطلق كل أسير ، وأعطى كل سائل» . [ ص: 411 ]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية