الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                ( كتاب الأشربة )

                                                                                                                                الكلام في هذا الكتاب في مواضع في .

                                                                                                                                بيان أسماء الأشربة المعروفة المسكرة ، وفي بيان معانيها ، وفي بيان أحكامها ، وفي بيان حد السكر .

                                                                                                                                ( أما ) أسماؤها : فالخمر ، والسكر ، والفضيخ ، ونقيع الزبيب ، والطلاء ، والباذق ، والمنصف ، والمثلث والجمهوري ، وقد يسمى أبو سقيا والخليطان والمزر والجعة والبتع .

                                                                                                                                ( أما ) بيان معاني هذه الأسماء أما الخمر فهو اسم للنيء من ماء العنب إذا غلى واشتد وقذف بالزبد ، وهذا عند أبي حنيفة عليه الرحمة وعند أبي يوسف ومحمد عليهما الرحمة ماء العنب إذا غلى واشتد فقد صار خمرا وترتب عليه أحكام الخمر قذف بالزبد أو لم يقذف به ( وجه ) قولهما أن الركن فيها معنى الإسكار وذا يحصل بدون القذف بالزبد ( وجه ) قول أبي حنيفة رحمه الله أن معنى الإسكار لا يتكامل إلا بالقذف بالزبد فلا يصير خمرا بدونه ( وأما ) السكر فهو اسم للنيء من ماء الرطب إذا غلى واشتد وقذف بالزبد أو لم يقذف على الاختلاف .

                                                                                                                                وأما الفضيخ فهو اسم للنيء من ماء البسر المنضوخ وهو المدقوق إذا غلى واشتد وقذف بالزبد أو لا على الاختلاف .

                                                                                                                                ( وأما ) نقيع الزبيب فهو اسم للنيء من ماء الزبيب المنقوع في الماء حتى خرجت حلاوته إليه واشتد وقذف بالزبد أو لا على الخلاف .

                                                                                                                                ( وأما ) الطلاء فهو اسم للمطبوخ من ماء العنب إذا ذهب أقل من الثلثين وصار مسكرا ويدخل تحت الباذق والمنصف لأن الباذق هو المطبوخ أدنى طبخة من ماء العنب والمنصف هو المطبوخ من ماء العنب إذا ذهب نصفه وبقي النصف ، وقيل الطلاء هو المثلث وهو المطبوخ من ماء العنب حتى ذهب ثلثاه وبقي معتقا وصار مسكرا .

                                                                                                                                ( وأما ) الجمهوري فهو المثلث يصب الماء بعد ما ذهب ثلثاه بالطبخ قدر الذاهب وهو الثلثان ثم يطبخ أدنى طبخة ويصير مسكرا ( وأما ) الخليطان فهما التمر والزبيب أو البسر والرطب إذا خلطا ونبذا حتى غليا واشتدا ( وأما ) المزر فهو اسم لنبيذ الذرة إذا صار مسكرا ( وأما ) الجعة فهو اسم لنبيذ الحنطة والشعير إذا صار مسكرا ( وأما ) البتع فهو اسم لنبيذ العسل إذا صار مسكرا هذا بيان معاني هذه الأسماء .

                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                الخدمات العلمية