الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
سورة الحج

315 - قوله تعالى : يوم ترونها ، وبعده : وترى الناس سكارى محول على : أيها المخاطب ، كما سبق في قوله : وترى الفلك .

316 - قوله : ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير في هذه السورة ، وفي لقمان : ولا هدى ولا كتاب منير ؛ لأن ما في هذه السورة وافق ما قبلها من الآيات ، وهي : قدير " 6 " ، القبور " 7 " ، وكذلك في لقمان وافق ما قبلها وما بعدها ، وهي : الحمير " 19 " ، السعير " 21 " ، الأمور " 22 " .

317 - قوله : من بعد علم شيئا بزيادة " من " لقوله تعالى : من تراب ثم من نطفة الآية ، وقد سبق في النحل .

318 - قوله : ذلك بما قدمت يداك ، وفي غيرها : " أيديكم " ؛ لأن هذه الآية نزلت في النضر بن الحارث ، وقيل : في أبي جهل ، فوحده ، وفي غيرها نزلت في الجماعة التي تقدم ذكرهم .

319 - قوله : إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى . [ ص: 181 ] قدم الصابئين لتقدم زمانهم ، وقد تقدم في البقرة .

320 - قوله : يسجد له من في السماوات ، سبق في الرعد .

321 - قوله : كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها ، وفي السجدة : منها أعيدوا فيها ؛ لأن المراد بالغم : الكرب ، والأخذ بالنفس ، حتى لا يجد صاحبه متنفسا . وما قبله من الآيات يقتضي ذلك ، وهو : قطعت لهم ثياب من نار ، إلى قوله : من حديد . فمن كان في ثياب من نار ، وفوق رأسه حميم يذوب من حره أحشاء بطنه حتى يذوب ظاهر جلده ، وعليه موكلون يضربونه بمقامع من حديد ، كيف يجد سرورا ، أو يجد متنفسا من تلك الكرب التي عليه ، وليس في السجدة من هذا ذكر ، وإنما قبلها : فمأواهم النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها .

322 - قوله : وذوقوا ، وفي السجدة : وقيل لهم ذوقوا القول ههنا مضمر ، وخص بالإضمار لطول الكلام بوصف العذاب . وخصت السجدة بالإظهار موافقة للقول قبله في مواضع منها : أم يقولون افتراه ، وقالوا أإذا ضللنا ، و قل يتوفاكم ، و حق القول . وليس في الحج شيء منه .

323 - قوله : إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار مكررة ، وموجب هذا التكرار قوله : هذان خصمان ؛ لأنه لما ذكر أحد الخصمين وهو : فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار ؛ لم يكن بد من ذكر الخصم الآخر ، فقال : إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات الآية .

[ ص: 182 ] 324 - قوله : وطهر بيتي للطائفين والقائمين ، وفي البقرة : للطائفين والعاكفين ، وحقه أن يذكر هناك ؛ لأن ذكر العاكف ههنا سبق في قوله : سواء العاكف فيه والباد ، ومعنى والقائمين والركع السجود : المصلون ، وقيل : القائمون ، بمعنى المقيمين ، وهم العاكفون ، لكن لما تقدم ذكرهم عبر عنهم بعبارة أخرى .

325 - قوله : فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر كرر ؛ لأن الأول متصل بكلام إبراهيم ، وهو اعتراض ، ثم أعاده مع قوله : والبدن جعلناها لكم .

326 - قوله : فكأين من قرية أهلكناها ، وبعده : وكأين من قرية أمليت لها . خص الأول بذكر الإهلاك لاتصاله بقوله : فأمليت للكافرين ثم أخذتهم . أي : أهلكتهم .

والثاني بالإملاء ؛ لأن قبله : ويستعجلونك بالعذاب ، فحسن ذكر الإملاء .

327 - قوله : وأن ما يدعون من دونه هو الباطل ، وفي سورة لقمان : من دونه الباطل ؛ لأن في هذه السورة وقع بعد عشر آيات ، كل آية مؤكدة مرة أو مرتين ، ولهذا أيضا زيد في السورة اللام في قوله : وإن الله لهو الغني الحميد .

[ ص: 183 ] وفي لقمان : إن الله هو الغني الحميد إذا لم تكن سورة لقمان بهذه الصفة .

وإن شئت قلت : لما تقدم في هذه السورة ذكر الله سبحانه وذكر الشيطان أكدهما ، فإنه خبر وقع بين خبرين ، ولم يتقدم في لقمان ذكر الشيطان ، فأكد ذكر الله تعالى ، وأهمل ذكر الشيطان . وهذه دقيقة .

التالي السابق


الخدمات العلمية