الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
17 - باب تاء التأنيث


1 - وأبدت سنا ثغر صفت زرق ظلمه جمعن ورودا باردا عطر الطلا      2 - فإظهارها در نمته بدوره
وأدغم ورش ظافرا ومخولا      3 - وأظهر كهف وافر سيب جوده
زكي وفي عصرة ومحللا      4 - وأظهر راويه هشام لهدمت
وفي وجبت خلف ابن ذكوان يفتلا



الحروف التي تظهر عندها أو تدغم فيها تاء التأنيث ستة: السين، والثاء، والصاد،

[ ص: 132 ] والزاي، والظاء، والجيم. نحو: أنبتت سبع سنابل ، كذبت ثمود ، حصرت صدورهم ، كلما خبت زدناهم ، كانت ظالمة ، نضجت جلودهم . وقد أظهرها عند جميع حروفها: ابن كثير، وعاصم، وقالون. وأدغمها ورش في الظاء فقط. وأظهرها عند الخمسة الباقية. وأظهرها ابن عامر عند السين، والجيم، والزاي. وأدغمها في الثلاثة الباقية، غير أن هشاما عنه أظهرها في لهدمت صوامع . وأن ابن ذكوان اختلف عنه في وجبت جنوبها بين الإظهار والإدغام، ولكن المحققين على أن الإدغام ليس صحيحا عنه بل الصحيح عنه الإظهار. وبقي من القراء أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، فمذهبهم الإدغام في جميع الحروف.

والخلاصة: أن ابن كثير وعاصما وقالون اظهروا تاء التأنيث عند حروفها الستة. وأن أبا عمرو وحمزة والكسائي أدغموها في الحروف الستة. وأن ورشا أدغمها في الظاء، وأظهرها عند الخمسة الباقية. وأن ابن عامر من الروايتين أظهرها عند السين والجيم والزاي. وأدغمها في الثاء والظاء والصاد، غير أن هشاما أظهرها عند الصاد في لهدمت صوامع وأدغمها في حصرت صدورهم كما أدغمها في الثاء والظاء في جميع المواضع. و(السنا) الضوء. و(الثغر) ما تقدم من الأسنان. و(زرق) جمع أزرق يوصف به الماء لشدة صفائه. و(الظلم) بفتح الظاء ماء الأسنان، وهو الريق، و(الورود) العطر الطيب الرائحة. و(الطلاء) بالمد ما طبخ من عصير العنب. و(الظافر) الفائز. و(المخول) المملك) يقال: خوله الله كذا: ملكه إياه. و(العصرة) الملجأ. و(المحلل) المكان الذي يحل فيه. و(يفتلى) من فليت الشعر بكسر الشين: إذا تدبرته واستخرجت معانيه. وفليت شعر الرأس بفتح الشين: إذا أخرجت ما فيه من المؤذي. وفيه إشارة إلى ضعف الخلاف عن ابن ذكوان فليس له في وجبت جنوبها إلا الإظهار كما تقدم.

التالي السابق


الخدمات العلمية