الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            1 - 22 - 2 - ( باب منه في الإسراء ) .

                                                                                            235 عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتى بفرس ، يجعل كل خطو منه أقصى بصره ، فسار وسار معه جبريل - صلى الله عليه وسلم - فأتى على قوم يزرعون في يوم ، ويحصدون في يوم ، كلما حصدوا عاد كما كان ، فقال : يا جبريل ، من هؤلاء ؟ قال : هؤلاء المجاهدون في سبيل الله ، تضاعف لهم الحسنة بسبعمائة ضعف ، وما أنفقوا من شيء فهو يخلفه ، ثم أتى على قوم ترضخ رءوسهم بالصخر ، كلما رضخت عادت كما كانت ، ولا يفتر عنهم من ذلك شيء . قال : يا جبريل ، من هؤلاء ؟ قال : هؤلاء الذين تثاقلت رءوسهم عن الصلاة ، ثم أتى على قوم على أدبارهم رقاع ، وعلى أقبالهم رقاع ، يسرحون كما تسرح الأنعام إلى الضريع والزقوم ورضف جهنم . قال : ما هؤلاء يا جبريل ؟ قال : هؤلاء الذين لا يؤدون صدقات أموالهم ، وما ظلمهم الله ، وما الله بظلام للعبيد ، ثم أتى على قوم بين أيديهم لحم في قدر نضيج ، ولحم آخر نيء خبيث ، فجعلوا يأكلون الخبيث ويدعون النضيج الطيب . قال : يا جبريل ، من هؤلاء ؟ قال : الرجل من أمتك يقوم من عند امرأته حلالا ، فيأتي المرأة الخبيثة ، فيبيت معها [ ص: 68 ] حتى يصبح ، والمرأة تقوم من عند زوجها حلالا طيبا ، فتأتي الرجل الخبيث فتبيت عنده حتى تصبح ، ثم أتى على رجل قد جمع حزمة عظيمة لا يستطيع حملها وهو يريد أن يزيد عليها ، فقال : يا جبريل ، من هذا ؟ قال : هذا رجل من أمتك عليه أمانة الناس ، لا يستطيع أداءها وهو يزيد عليها ، ثم أتى على قوم تقرض شفاههم وألسنتهم بمقاريض من حديد ، كلما قرضت عادت كما كانت ، لا يفتر عنهم من ذلك شيء . قال : يا جبريل ، ما هؤلاء ؟ قال : خطباء الفتنة ، ثم أتى على جحر صغير يخرج منه ثور عظيم ، فيريد الثور أن يدخل من حيث خرج فلا يستطيع ، فقال : ما هذا يا جبريل ؟ قال : هذا الرجل يتكلم بالكلمة العظيمة فيندم عليها ، فيريد أن يردها فلا يستطيع ، ثم أتى على واد فوجد ريحا طيبة ، ووجد ريح مسك مع صوت ، فقال : ما هذا ؟ قال : صوت الجنة تقول : يا رب ، ائتني بأهلي وبما وعدتني ، فقد كثر غرسي ، وحريري ، وسندسي ، وإستبرقي ، وعبقريي ، ومرجاني ، وقصبي ، وذهبي ، وأكوابي ، وصحافي ، وأباريقي ، وفواكهي ، وعسلي ، وثيابي ، ولبني ، وخمري ، ائتني بما وعدتني . قال : لك كل مسلم ومسلمة ومؤمن ومؤمنة . ومن آمن بي وبرسلي ، وعمل صالحا ، ولم يشرك بي شيئا ، ولم يتخذ من دوني أندادا - فهو آمن ، ومن سألني أعطيته ، ومن أقرضني جزيته ، ومن توكل علي كفيته ، إني أنا الله لا إله إلا أنا ، لا خلف لميعادي ، قد أفلح المؤمنون ، تبارك الله أحسن الخالقين ، فقالت : قد رضيت ، ثم أتى على واد فسمع صوتا منكرا ، فقال : يا جبريل ، ما هذا الصوت ؟ قال : هذا صوت جهنم تقول : يا رب ، ائتني بأهلي وبما وعدتني ، فقد كثر سلاسلي ، وأغلالي ، وسعيري ، وحميمي ، وغساقي ، وغسليني ، وقد بعد قعري ، واشتد حري ، ائتني بما وعدتني . قال : لك كل مشرك ومشركة وخبيث وخبيثة ، وكل جبار لا يؤمن بيوم الحساب . قالت : قد رضيت . ثم سار حتى أتى بيت المقدس ، فنزل فربط فرسه إلى صخرة ، فصلى مع الملائكة ، فلما قضيت الصلاة قالوا : يا جبريل ، من هذا معك ؟ قال : هذا محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خاتم النبيين . قالوا : وقد أرسل إليه ؟ قال : نعم . قالوا : حياه الله من أخ وخليفة ، فنعم الأخ ، ونعم الخليفة . ثم لقوا أرواح الأنبياء ، فأثنوا على ربهم - تعالى - فقال إبراهيم - صلى الله عليه وسلم - : الحمد لله الذي اتخذني خليلا ، وأعطاني ملكا عظيما ، وجعلني أمة قانتا ، واصطفاني برسالاته ، وأنقذني من النار ، [ ص: 69 ] وجعلها علي بردا وسلاما ، ثم إن موسى - عليه السلام - أثنى على ربه ، فقال : الحمد لله الذي كلمني تكليما ، واصطفاني وأنزل علي التوراة ، وجعل هلاك فرعون على يدي ، ونجاة بني إسرائيل على يدي ، ثم إن داود - صلى الله عليه وسلم - أثنى على ربه ، فقال : الحمد لله الذي جعل لي ملكا ، وأنزل علي الزبور ، وألان لي الحديد ، وسخر لي الجبال يسبحن معي والطير ، وآتاني الحكمة وفصل الخطاب ، ثم إن سليمان - عليه السلام - أثنى على ربه - تبارك وتعالى - فقال : الحمد لله الذي سخر لي الرياح والجن والإنس ، وسخر لي الشياطين يعملون ما شئت من محاريب وتماثيل وجفان كالجوابي وقدور راسيات ، وعلمني منطق الطير ، وأسال لي عين القطر ، وأعطاني ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي ، ثم إن عيسى - صلى الله عليه وسلم - أثنى على ربه ، فقال : الحمد لله الذي علمني التوراة والإنجيل ، وجعلني أبرئ الأكمه والأبرص ، وأحيي الموتى بإذنه ، ورفعني وطهرني من الذين كفروا ، وأعاذني وأمي من الشيطان الرجيم ، ولم يجعل للشيطان علينا سبيلا . وإن محمدا - صلى الله عليه وسلم - أثنى على ربه ، فقال : كلكم أثنى على ربه ، وأنا مثن على ربي : الحمد لله الذي أرسلني رحمة للعالمين ، وكافة للناس ، بشيرا ونذيرا ، وأنزل علي الفرقان فيه تبيان كل شيء ، وجعل أمتي خير أمة أخرجت للناس ، وجعل أمتي وسطا ، وجعل أمتي هم الأولون وهم الآخرون ، وشرح لي صدري ، ووضع عني وزري ، ورفع لي ذكري ، وجعلني فاتحا وخاتما ، فقال إبراهيم - صلى الله عليه وسلم - : بهذا فضلكم محمد - صلى الله عليه وسلم - . ثم أتي بآنية ثلاثة مغطاة ، فدفع إليه إناء فيه ماء ، فقيل له : اشرب ، ثم دفع إليه إناء آخر فيه لبن فشرب حتى روي ، ثم دفع إليه إناء آخر فيه خمر ، فقال : قد رويت ، لا أذوقه ، فقيل له : أصبت ، أما إنها ستحرم على أمتك ، ولو شربتها لم يتبعك من أمتك إلا قليل . ثم صعد به إلى السماء ، فاستفتح جبريل فقيل : من هذا ؟ قال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟ قال : محمد - صلى الله عليه وسلم - . قالوا : وقد أرسل إليه ؟ قال : نعم . قالوا : حياه الله من أخ وخليفة ، فنعم الأخ ونعم الخليفة ، ونعم المجيء جاء . فدخل فإذا بشيخ جالس تام الخلق لم ينقص من خلقه شيئ كما ينقص من خلق البشر ، عن يمينه باب يخرج منه ريح طيبة ، وعن شماله باب تخرج منه ريح خبيثة ، إذا نظر إلى الباب الذي عن يمينه ضحك ، وإذا نظر إلى الباب الذي عن يساره بكى وحزن ، فقال : يا جبريل ، [ ص: 70 ] من هذا الشيخ ؟ وما هذان البابان ؟ قال : هذا أبوك آدم ، وهذا الباب الذي عن يمينه باب الجنة ، إذا رأى من يدخله من ذريته ضحك واستبشر ، وإذا نظر إلى الباب الذي عن شماله باب جهنم من يدخله من ذريته بكى وحزن . ثم صعد إلى السماء الثانية فاستفتح ، فقال : من هذا ؟ فقال : جبريل . قالوا : ومن معك ؟ قال : محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالوا : وقد أرسل إليه ؟ قال : نعم . قالوا : حياه الله من أخ وخليفة ، فنعم الأخ ونعم الخليفة ، ونعم المجيء جاء . فدخل فإذا هو بشابين ، فقال : يا جبريل ، ما هذان الشابان ؟ قال : هذا عيسى ويحيى ابنا الخالة ، ثم صعد إلى السماء الثالثة ، فاستفتح جبريل ، فقالوا : من هذا معك ؟ قال : محمد . قالوا : وقد أرسل إليه ؟ قال : نعم . قالوا : حياه الله من أخ وخليفة ، فنعم الأخ ونعم الخليفة ، ونعم المجيء جاء ، فدخل فإذا هو برجل جالس قد فضل على الناس في الحسن كما فضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب ، فقال : من هذا يا جبريل ؟ قال : أخوك يوسف - صلى الله عليه وسلم - . ثم صعد إلى السماء الرابعة فاستفتح جبريل ، فقالوا : من هذا معك ؟ قال : محمد - صلى الله عليه وسلم - . قالوا : وقد أرسل إليه ؟ قال : نعم . قالوا : حياه الله من أخ وخليفة ونعم المجيء جاء ، فدخل فإذا هو برجل ، فقال : يا جبريل ، من هذا الرجل الجالس ؟ قال : هذا أخوك إدريس ، رفعه الله مكانا عليا . ثم صعد به إلى السماء الخامسة فاستفتح جبريل ، فقالوا : من هذا معك ؟ قال : محمد - صلى الله عليه وسلم - . قالوا : وقد أرسل إليه ؟ قال : نعم . قالوا : حياه الله من أخ وخليفة فنعم الأخ ونعم الخليفة ، ونعم المجيء جاء ، فدخل فإذا هو برجل جالس يقص عليهم . قال : يا جبريل ، من هذا ؟ ومن هؤلاء الذين حوله ؟ قال : هذا هارون - صلى الله عليه وسلم - المخلف في قومه ، وهؤلاء قومه من بني إسرائيل ، ثم صعد به إلى السماء السادسة فاستفتح جبريل ، فقالوا : من هذا معك ؟ قال : محمد - صلى الله عليه وسلم - . قالوا : وقد أرسل إليه ؟ قال : نعم . قالوا : حياه الله من أخ وخليفة ، فنعم الأخ ونعم الخليفة ، ونعم المجيء جاء ، فإذا هو برجل جالس فجاوزه ، فبكى الرجل ، فقال : يا جبريل ، من هذا ؟ قال : موسى - صلى الله عليه وسلم - قال : ما يبكيه ؟ قال : تزعم بنو إسرائيل أني أفضل الخلق ، وهذا قد خلفني ، فلو أنه وحده ، ولكن معه كل أمته . ثم صعد بنا إلى السماء السابعة فاستفتح جبريل ، فقالوا : من معك ؟ قال : محمد - صلى الله عليه وسلم - . قالوا : وقد أرسل إليه ؟ قال : نعم . قالوا : حياه الله من أخ ومن خليفة ، فنعم الأخ ونعم الخليفة ، ونعم المجيء [ ص: 71 ] جاء ، فإذا هو برجل أشمط ، جالس على كرسي عند باب الجنة ، وعنده قوم جلوس في ألوانهم شيء - قال عيسى ( يعني : أبا جعفر الرازي : وسمعته مرة يقول : سود الوجوه ) - فقام هؤلاء الذين في ألوانهم شيء ، فدخلوا نهرا يقال له : " نعمة الله " ، فاغتسلوا فيه ، فخرجوا وقد خلص من ألوانهم شيء ، فدخلوا نهرا آخر يقال له : " رحمة الله " ، فاغتسلوا فيه ، فخرجوا وقد خلص من ألوانهم شيء ، فدخلوا نهرا آخر ، فذلك قوله - تعالى - : ( وسقاهم ربهم شرابا طهورا )، فخرجوا وقد خلصت ألوانهم مثل ألوان أصحابهم ، فجلسوا إلى أصحابهم ، فقال : يا جبريل ، من هذا الأشمط الجالس ؟ ومن هؤلاء البيض الوجوه ؟ ومن هؤلاء الذين في ألوانهم شيء ، فدخلوا هذه الأنهار فاغتسلوا فيها ، ثم خرجوا وقد خلصت ألوانهم ؟ قال : هذا أبوك إبراهيم - صلى الله عليه وسلم - أول من شمط على الأرض ، وهؤلاء القوم البيض الوجوه قوم لم يلبسوا إيمانهم بظلم ، وهؤلاء الذين في ألوانهم شيء قد خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا ، تابوا فتاب الله عليهم . ثم مضى إلى السدرة ، فقيل له : هذه السدرة المنتهى ، ينتهي كل أحد من أمتك خلا على سبيلك ، وهي السدرة المنتهى ، يخرج من أصلها أنهار من ماء غير آسن ، وأنهار من لبن لم يتغير طعمه ، وأنهار من خمر لذة للشاربين ، وأنهار من عسل مصفى ، وهي شجرة يسير الراكب في ظلها سبعين عاما ، وإن ورقة منها مظلة الخلق ، فغشيها نور وغشيتها الملائكة - قال عيسى : فذلك قوله ( إذ يغشى السدرة ما يغشى ) - فقال - تبارك وتعالى - له : سل ، فقال : إنك اتخذت إبراهيم خليلا ، وأعطيته ملكا عظيما ، وكلمت موسى تكليما ، وأعطيت داود ملكا عظيما ، وألنت له الحديد ، وسخرت له الجبال ، وأعطيت سليمان ملكا عظيما ، وسخرت له الجن والإنس والشياطين والرياح ، وأعطيته ملكا لا ينبغي لأحد من بعده ، وعلمت عيسى التوراة والإنجيل ، وجعلته يبرئ الأكمه والأبرص ، وأعذته وأمه من الشيطان الرجيم ، فلم يكن له عليهما سبيل ، فقال له ربه - تبارك وتعالى - : " قد اتخذتك خليلا وهو مكتوب في التوراة : محمد حبيب الرحمن ، وأرسلتك إلى الناس كافة ، وجعلت أمتك هم الأولون وهم الآخرون ، وجعلت أمتك لا تجوز لهم خطبة حتى يشهدوا أنك عبدي ورسولي ، وجعلتك أول النبيين خلقا وآخرهم بعثا ، وأعطيتك سبعا من المثاني ولم أعطها نبيا قبلك ، وأعطيتك خواتيم سورة البقرة من كنز تحت العرش لم أعطها [ ص: 72 ] نبيا قبلك ، وجعلتك فاتحا وخاتما " . وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " فضلني ربي - تبارك وتعالى - بست : قذف في قلوب عدوي الرعب من مسيرة شهر ، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي ، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا ، وأعطيت فواتح الكلام وجوامعه ، وعرض علي أمتي ; فلم يخف علي التابع والمتبوع منهم ، ورأيتهم أتوا على قوم ينتعلون الشعر ، ورأيتهم أتوا على قوم عراض الوجوه ، صغار الأعين ، فعرفتهم ما هم . وأمرت بخمسين صلاة ، فرجع إلى موسى ، فقال له موسى : بكم أمرت من الصلاة ؟ قال : بخمسين صلاة . قال : ارجع إلى ربك فسله التخفيف ; فإن أمتك أضعف الأمم ، وقد لقيت من بني إسرائيل شدة . فرجع محمد - صلى الله عليه وسلم - فسأل الله التخفيف ، فوضع عنه عشرا ، فرجع إلى موسى ، فقال له : بكم أمرت ؟ قال : بأربعين صلاة . قال : ارجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك ; فإن أمتك أضعف الأمم ، وقد لقيت من بني إسرائيل شدة . فرجع محمد - صلى الله عليه وسلم - فسأله التخفيف ، فوضع عنه عشرا ، فرجع إلى موسى فقال له : بكم أمرت ؟ قال : بثلاثين . قال : ارجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك ; فإن أمتك أضعف الأمم ، ولقد لقيت من بني إسرائيل شدة . فرجع محمد فسأل ربه التخفيف ، فوضع عنه عشرا ، فرجع إلى موسى ، فقال له : بكم أمرت ؟ قال : بعشرين . قال : ارجع إلى ربك فسله التخفيف عن أمتك ; فإن أمتك أضعف الأمم ، وقد لقيت من بني إسرائيل شدة . فرجع محمد - صلى الله عليه وسلم - فسأل ربه التخفيف ، فوضع عنه عشرا ، فرجع إلى موسى فقال له : بكم أمرت ؟ قال : بعشر . قال : ارجع إلى ربك فسله التخفيف عن أمتك ; فإن أمتك أضعف الأمم ، وقد لقيت من بني إسرائيل شدة . فرجع محمد - صلى الله عليه وسلم - فسأل ربه التخفيف ، فوضع عنه خمسا ، فرجع إلى موسى ، فقال له : بكم أمرت ؟ قال : بخمس . قال : ارجع إلى ربك فسله التخفيف ; فإن أمتك أضعف الأمم ، وقد لقيت منبني إسرائيل شدة . قال : قد رجعت إلى ربي حتى استحييت منه ، وما أنا براجع إليه ، فقيل له : كما صبرت نفسك على الخمس ; فإنه يجزئ عنك بخمسين ، يجزئ عنك كل حسنة بعشر أمثالها " . قال عيسى : بلغني أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " كان موسى - صلى الله عليه وسلم - أشدهم علي أولا ، وخيرهم آخرا " .

                                                                                            رواه البزار ، ورجاله موثقون ، إلا أن الربيع بن أنس قال : عن أبي العالية أو غيره . فتابعيه مجهول .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية