الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( إن في اختلاف الليل والنهار وما خلق الله في السماوات والأرض لآيات لقوم يتقون ( 6 ) )

قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره منبها عباده على موضع الدلالة على ربوبيته ، وأنه خالق كل ما دونه : إن في اعتقاب الليل النهار ، واعتقاب النهار الليل ، إذا ذهب هذا جاء هذا ، وإذا جاء هذا ذهب هذا ، وفيما خلق الله في السماوات من الشمس والقمر والنجوم ، وفي الأرض من عجائب الخلق الدالة على أن لها صانعا ليس كمثله شيء ( لآيات ) ، يقول : لأدلة وحججا وأعلاما واضحة ( لقوم يتقون ) الله ، فيخافون وعيده ويخشون عقابه على إخلاص العبادة لربهم . [ ص: 25 ]

فإن قال قائل : أو لا دلالة فيما خلق الله في السماوات والأرض على صانعه ، إلا لمن اتقى الله ؟

قيل : في ذلك الدلالة الواضحة على صانعه لكل من صحت فطرته ، وبرئ من العاهات قلبه . ولم يقصد بذلك الخبر عن أن فيه الدلالة لمن كان قد أشعر نفسه تقوى الله وإنما معناه : إن في ذلك لآيات لمن اتقى عقاب الله ، فلم يحمله هواه على خلاف ما وضح له من الحق ، لأن ذلك يدل كل ذي فطرة صحيحة على أن له مدبرا يستحق عليه الإذعان له بالعبودة ، دون ما سواه من الآلهة والأنداد .

التالي السابق


الخدمات العلمية