الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون ( 100 ) )

قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره لنبيه : وما كان لنفس خلقتها من سبيل إلى تصديقك ، يا محمد إلا بأن آذن لها في ذلك ، فلا تجهدن نفسك في طلب هداها ، وبلغها وعيد الله ، وعرفها ما أمرك ربك بتعريفها ، ثم خلها ، فإن هداها بيد خالقها . [ ص: 214 ]

وكان الثوري يقول في تأويل قوله : ( إلا بإذن الله ) ، ما :

17910 - حدثني المثنى قال : حدثنا سويد قال : أخبرنا ابن المبارك عن سفيان في قوله : ( وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله ) ، قال : بقضاء الله .

وأما قوله : ( ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون ) ، فإنه يقول ، تعالى ذكره : إن الله يهدي من يشاء من خلقه للإيمان بك يا محمد ويأذن له في تصديقك فيصدقك ويتبعك ، ويقر بما جئت به من عند ربك ( ويجعل الرجس ) ، وهو العذاب ، وغضب الله ( على الذين لا يعقلون ) ، يعني الذين لا يعقلون عن الله حججه ومواعظه وآياته التي دل بها جل ثناؤه على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ، وحقيقة ما دعاهم إليه من توحيد الله ، وخلع الأنداد والأوثان .

17911 - حدثني المثنى قال : حدثنا عبد الله قال : حدثني معاوية عن علي عن ابن عباس قوله : ( ويجعل الرجس ) ، قال : السخط .

التالي السابق


الخدمات العلمية