الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      القول في تأويل قوله تعالى:

                                                                                                                                                                                                                                      [257] الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون .

                                                                                                                                                                                                                                      الله ولي الذين آمنوا أي: حافظهم وناصرهم: يخرجهم تفسير للولاية أو خبر ثان: من الظلمات أي: ظلمات الكفر والمعاصي: إلى النور أي: نور الإيمان الحق الواضح. وإفراد النور لوحدة الحق. كما أن جمع الظلمات لتعدد فنون الضلال، كما قال تعالى: وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت أي: [ ص: 667 ] الشياطين وسائر المضلين عن طريق الحق: يخرجونهم بالوساوس وغيرها من طرق الإضلال والإغواء: من النور أي: الإيمان الفطري الذي جبل عليه الناس كافة. أو من نور البينات التي يشاهدونها من جهة النبي صلى الله عليه وسلم: إلى الظلمات أي: ظلمات الكفر والغي: أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون

                                                                                                                                                                                                                                      ثم استشهد تعالى على ما ذكره من أن الكفرة أولياؤهم الطاغوت بقوله:

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية