الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ ص: 5 ] ( حرف الباء )

                                                          الباء من الحروف المجهورة ومن الحروف الشفوية ، وسميت شفوية لأن مخرجها من بين الشفتين ، لا تعمل الشفتان في شيء من الحروف إلا فيها وفي الفاء والميم . قال الخليل بن أحمد : الحروف الذلق والشفوية ستة : الراء واللام والنون والفاء والباء والميم ، يجمعها قولك : رب من لف ، وسميت الحروف الذلق ذلقا لأن الذلاقة في المنطق إنما هي بطرف أسلة اللسان ، وذلق اللسان كذلق السنان . ولما ذلقت الحروف الستة وبذل بهن اللسان وسهلت في المنطق كثرت في أبنية الكلام ، فليس شيء من بناء الخماسي التام يعرى منها أو من بعضها ، فإذا ورد عليك خماسي معرى من الحروف الذلق والشفوية ، فاعلم أنه مولد ، وليس من صحيح كلام العرب . وأما بناء الرباعي المنبسط فإن الجمهور الأكثر منه لا يعرى من بعض الحروف الذلق إلا كلمات قليلة نحو من عشر ، ومهما جاء من اسم رباعي منبسط معرى من الحروف الذلق والشفوية ، فإنه لا يعرى من أحد طرفي الطلاقة ، أو كليهما ، ومن السين والدال أو إحداهما ، ولا يضره ما خالطه من سائر الحروف الصتم .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية