الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 684 ] 107 - سورة الماعون .

                                                                                                                                                                                                                                      مكية وآياتها سبع

                                                                                                                                                                                                                                      بسم الله الرحمن الرحيم

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : أنزلت أرأيت الذي يكذب بمكة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن الزبير مثله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن أرأيت الذي يكذب بالدين قال : الكافر .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر عن ابن جريج أرأيت الذي يكذب بالدين قال : بالحساب .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم عن ابن عباس أرأيت الذي يكذب بالدين قال : يكذب بحكم الله فذلك الذي يدع اليتيم قال : يدفعه عن حقه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله عز وجل الذي يدع اليتيم قال : يدفع اليتيم عن حقه، قال : وهل تعرف العرب ذلك قال : نعم أما سمعت أبا طالب يقول :

                                                                                                                                                                                                                                      يقسم حقا لليتيم ولم يكن يدع لدى أيسارهن الأصاغرا

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 685 ] وأخرج سعيد بن منصور عن محمد بن كعب يدع اليتيم قال : يدفعه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق ، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة يدع اليتيم قال : يقهره ويظلمه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن يدع اليتيم قال : يظلمه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون قال : هم المنافقون يراؤون الناس بصلاتهم إذا حضروا ويتركونها إذا غابوا ويمنعونهم العارية بغضا لهم وهي الماعون .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن مردويه عن ابن عباس الذين هم عن صلاتهم ساهون قال : هم المنافقون يتركون الصلاة في السر ويصلون في العلانية .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الفريابي، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد الذين هم عن صلاتهم ساهون قال : هم المنافقون .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وأبو يعلى وابن [ ص: 686 ] جرير، وابن المنذر، وابن مردويه والبيهقي في "سننه" عن مصعب بن سعد قال : قلت لأبي : أرأيت قول الله : الذين هم عن صلاتهم ساهون أينا لا يسهو أينا لا يحدث نفسه قال : إنه ليس ذلك إنه إضاعة الوقت .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو يعلى، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والطبراني في الأوسط، وابن مردويه والبيهقي في "سننه" عن سعد بن أبي وقاص قال : سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله : الذين هم عن صلاتهم ساهون قال : هم الذين يؤخرون الصلاة عن وقتها قال الحاكم والبيهقي الموقوف أصح .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن مردويه بسند ضعيف عن أبي برزة الأسلمي قال : لما نزلت هذه الآية الذين هم عن صلاتهم ساهون قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الله أكبر هذه الآية خير لكم من أن يعطي كل رجل منكم جميع الدنيا هو الذي إن صلى لم يرج خير صلاته وإن تركها لم يخف ربه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله : الذين هم عن صلاتهم ساهون قال : الذين يؤخرونها عن وقتها .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 687 ] وأخرج ابن أبي حاتم عن مسروق عن صلاتهم ساهون قال : تضييع ميقاتها .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق ، وابن المنذر عن مالك بن دينار قال : سأل رجل أبا العالية عن قوله : الذين هم عن صلاتهم ساهون ما هو فقال أبو العالية : هو الذي لا يدري عن كم انصرف عن شفع أو عن وتر فقال الحسن : مه ليس كذلك هو الذي يسهو عن ميقاتها حتى تفوت .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله : عن صلاتهم ساهون قال : لاهون .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن الأنباري في المصاحف والبيهقي في "سننه" والخطيب في تالي التلخيص عن ابن مسعود أنه قرأ : الذين هم عن صلاتهم لاهون .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير عن عطاء بن يسار قال : الحمد لله الذي قال هم عن صلاتهم ساهون ولم يقل في صلاتهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية عن صلاتهم ساهون قال : هو [ ص: 688 ] الذي يصلي ويقول : هكذا وهكذا يعني يلتفت عن يمينه وعن يساره .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم عن صلاتهم ساهون قال : يصلون رياء وليس الصلاة من شأنهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق ، وابن جرير عن قتادة عن صلاتهم ساهون قال : لا يبالي عنها أصلى أم لم يصل .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم والبيهقي في "سننه" عن علي بن أبي طالب الذين هم يراءون قال : يراؤون بصلاتهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج سعيد بن منصور ، وابن أبي شيبة وأبو داود والنسائي والبزار، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والطبراني في الأوسط، وابن مردويه والبيهقي في "سننه" من طرق عن ابن مسعود قال : كنا نعد الماعون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم عارية الدلو والقدر والفأس والميزان وما تتعاطون بينكم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الطبراني عن ابن مسعود قال : كنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم نتحدث أن [ ص: 689 ] الماعون الدلو والقدر والفأس ولا يستغنى عنهن .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الفريابي والطبراني والبيهقي عن ابن مسعود في قوله : الماعون قال : الفأس والقدر والدلو ونحوها .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود قال : كان المسلمون يستعيرون من المنافقين الدلو والقدر والفأس وشبهه فيمنعونهم فأنزل الله ويمنعون الماعون .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو نعيم والديلمي، وابن عساكر عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : ويمنعون الماعون قال : ما يعاون الناس بينهم الفأس والقدر والدلو وأشباهه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، وابن مردويه عن قرة بن دعموص النميري أنهم وفدوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا رسول الله ما تعهد إلينا قال : لا تمنعوا الماعون، قالوا : وما الماعون قال : في الحجر وفي الحديدة وفي الماء، قال : فأي الحديدة قال : قدوركم النحاس وحديد الفأس الذي يمتهنون به، قالوا : ما الحجر قال : قدوركم الحجارة .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 690 ] وأخرج الباوردي عن الحارث بن شريح قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : المسلم أخو المسلم ولا يمنعه الماعون قالوا : يا رسول الله ما الماعون قال : في الحجر وفي الماء وفي الحديد قالوا أي الحديد قال : قدر النحاس وحديد الفأس الذي تمتهنون به، قالوا : فما هذا الحجر قال : القدر الذي من الحجارة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن قانع عن علي ابن فلان النميري سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : المسلم أخو المسلم إذا لقيه حياه بالسلام ويرد عليه ما هو خير منه لا يمنع الماعون، قلت : يا رسول الله ما الماعون قال : الحجر والحديد والماء وأشباه ذلك .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الطبراني، وابن مردويه بسند ضعيف عن حفصة بنت سيرين : قالت لنا أم عطية : أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا نمنع الماعون، قلت : وما الماعون قالت : هو ما يتعاطاه الناس بينهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير عن سعيد بن عياض عن أصحاب [ ص: 691 ] النبي صلى الله عليه وسلم : الماعون والفأس والقدر والدلو .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج آدم وسعيد بن منصور، وابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي والضياء في المختارة من طرق عن ابن عباس في قوله :

                                                                                                                                                                                                                                      ويمنعون الماعون قال : عارية متاع البيت .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الفريابي عن سعيد بن جبير قال : الماعون العارية .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الفريابي، وابن المنذر والبيهقي عن عكرمة أنه سئل عن الماعون فقال : هي العارية فقيل : فمن منع متاع بيته فله الويل قال : لا ولكن إذا جمعهن ثلاثتهن فله الويل إذا سهى عن الصلاة وراءى ومنع الماعون .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور، وابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والحاكم والبيهقي في "سننه" عن علي بن أبي طالب قال : الماعون الزكاة المفروضة يراؤون بصلاتهم ويمنعون زكاتهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم في قوله : ويمنعون [ ص: 692 ] الماعون قال : أولئك المنافقون ظهرت الصلاة فصلوها وخفيت الزكاة فمنعوها .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج البيهقي عن ابن عباس ويمنعون الماعون قال : الزكاة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور ، وابن أبي شيبة وابن جرير، وابن المنذر والطبراني والبيهقي عن أبي المغيرة قال : قال ابن عمر : الطاعون المال الذي لا يعطى حقه، قلت له : إن ابن مسعود يقول : هو ما يتعاطاه الناس بينهم من الخير، قال : ذلك ما أقول لك .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة قال : رأس الماعون زكاة المال وأدناه المنخل والدلو والإبرة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم عن سعيد بن المسيب قال : الماعون بلسان قريش المال .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة عن الزهري قال : الماعون المال بلسان قريش .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة عن الضحاك ، وابن الحنفية قالا : الماعون الزكاة .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 693 ] وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم عن محمد بن كعب قال : الماعون المعروف .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله : ويمنعون الماعون قال : اختلف الناس في ذلك فمنهم من قال : يمنعون الزكاة ومنهم من قال : يمنعون الطاعة ومنهم من قال : يمنعون العارية .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس ويمنعون الماعون قال : ما جاء هؤلاء بعد

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية