بسم الله الرحمن الرحيم كتاب الصيام باب فضل شهر رمضان
1079 حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة قالوا حدثنا وابن حجر عن إسمعيل وهو ابن جعفر عن أبي سهيل أبيه عن رضي الله عنه أبي هريرة إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
كتاب الصيام
- باب فضل شهر رمضان
- باب وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال والفطر لرؤية الهلال
- باب لا تقدموا رمضان بصوم يوم ولا يومين
- باب الشهر يكون تسعا وعشرين
- باب بيان أن لكل بلد رؤيتهم وأنهم إذا رأوا الهلال ببلد لا يثبت حكمه لما بعد عنهم
- باب بيان أنه لا اعتبار بكبر الهلال وصغره وأن الله تعالى أمده للرؤية فإن غم فليكمل ثلاثون
- باب بيان معنى قوله صلى الله عليه وسلم شهرا عيد لا ينقصان
- باب بيان أن الدخول في الصوم يحصل بطلوع الفجر
- باب فضل السحور وتأكيد استحبابه واستحباب تأخيره وتعجيل الفطر
- باب بيان وقت انقضاء الصوم وخروج النهار
- باب النهي عن الوصال في الصوم
- باب بيان أن القبلة في الصوم ليست محرمة على من لم تحرك شهوته
- باب صحة صوم من طلع عليه الفجر وهو جنب
- باب تغليظ تحريم الجماع في نهار رمضان على الصائم ووجوب الكفارة الكبرى فيه
- باب جواز الصوم والفطر في شهر رمضان للمسافر في غير معصية
- باب أجر المفطر في السفر إذا تولى العمل
- باب التخيير في الصوم والفطر في السفر
- باب استحباب الفطر للحاج بعرفات يوم عرفة
- باب صوم يوم عاشوراء
- باب أي يوم يصام في عاشوراء
- باب من أكل في عاشوراء فليكف بقية يومه
- باب النهي عن صوم يوم الفطر ويوم الأضحى
- باب تحريم صوم أيام التشريق
- باب كراهة صيام يوم الجمعة منفردا
- باب بيان نسخ قوله تعالى وعلى الذين يطيقونه فدية بقوله فمن شهد منكم الشهر فليصمه
- باب قضاء رمضان في شعبان
- باب قضاء الصيام عن الميت
- باب الصائم يدعى لطعام فليقل إني صائم
- باب حفظ اللسان للصائم
- باب فضل الصيام
- باب فضل الصيام في سبيل الله لمن يطيقه بلا ضرر ولا تفويت حق
- باب جواز صوم النافلة بنية من النهار قبل الزوال وجواز فطر الصائم نفلا من غير عذر
- باب أكل الناسي وشربه وجماعه لا يفطر
- باب صيام النبي صلى الله عليه وسلم في غير رمضان واستحباب أن لا يخلي شهرا عن صوم
- باب النهي عن صوم الدهر لمن تضرر به أو فوت به حقا أو لم يفطر العيدين والتشريق
- باب استحباب صيام ثلاثة أيام من كل شهر وصوم يوم عرفة وعاشوراء والاثنين والخميس
- باب صوم سرر شعبان
- باب فضل صوم المحرم
- باب استحباب صوم ستة أيام من شوال إتباعا لرمضان
- باب فضل ليلة القدر والحث على طلبها وبيان محلها وأرجى أوقات طلبها
التالي
السابق
[ ص: 153 ] ( كتاب الصيام )
باب فضل شهر رمضان
: الإمساك ، وفي الشرع : إمساك مخصوص في زمن مخصوص من شخص مخصوص بشرطه . هو في اللغة
قوله صلى الله عليه وسلم : ( إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين ) . وفي الرواية الأخرى : إذا كان رمضان فتحت أبواب الرحمة وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين .
وفي رواية : ( إذ دخل رمضان ) فيه دليل للمذهب الصحيح المختار الذي ذهب إليه والمحققون أنه يجوز أن يقال : ( رمضان ) من غير ذكر الشهر بلا كراهة ، وفي هذه المسألة ثلاثة مذاهب : البخاري
قالت طائفة : لا يقال : رمضان على انفراده بحال ، وإنما يقال : شهر رمضان ، هذا قول أصحاب مالك ، وزعم هؤلاء أن رمضان اسم من أسماء الله تعالى فلا يطلق على غيره إلا بقيد .
وقال أكثر أصحابنا وابن الباقلاني : إن كان هناك قرينة تصرفه إلى الشهر فلا كراهة ، وإلا فيكره ، قالوا : فيقال : صمنا رمضان ، قمنا رمضان ، ويندب ورمضان أفضل الأشهر ، وأشباه ذلك ؛ ولا كراهة في هذا كله ، وإنما يكره أن يقال : جاء رمضان ودخل رمضان ، وحضر رمضان وأحب رمضان ؛ ونحو ذلك . طلب ليلة القدر في أواخر رمضان ،
والمذهب الثالث مذهب والمحققين : أنه لا كراهة في إطلاق رمضان بقرينة وبغير قرينة ، وهذا المذهب هو الصواب ؛ والمذهبان الأولان فاسدان ؛ لأن الكراهة إنما تثبت بنهي الشرع ولم يثبت فيه نهي ؛ وقولهم : إنه اسم من أسماء الله تعالى ليس بصحيح ؛ ولم يصح فيه شيء ؛ وإن كان قد جاء فيه أثر ضعيف ، [ ص: 154 ] البخاري لا تطلق إلا بدليل صحيح ، ولو ثبت أنه اسم لم يلزم منه كراهة . وأسماء الله تعالى توقيفية
وهذا الحديث المذكور في الباب صريح في الرد على المذهبين ؛ ولهذا الحديث نظائر كثيرة في الصحيح في إطلاق رمضان على الشهر من غير ذكر الشهر ، وقد سبق التنبيه على كثير منها في كتاب الإيمان وغيره . والله أعلم .
وأما قوله صلى الله عليه وسلم : ( ) فقال فتحت أبواب الجنة وأغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين القاضي عياض - رحمه الله تعالى - : يحتمل أنه على ظاهره وحقيقته ، وأن تفتيح أبواب الجنة وتغليق أبواب جهنم وتصفيد الشياطين علامة لدخول الشهر ، وتعظيم لحرمته ، ويكون التصفيد ليمتنعوا من إيذاء المؤمنين والتهويش عليهم ، قال : ويحتمل أن يكون المراد المجاز ، ويكون إشارة إلى كثرة الثواب والعفو ، وأن الشياطين يقل إغواؤهم وإيذاؤهم فيصيرون كالمصفدين ، ويكون تصفيدهم عن أشياء دون أشياء ، ولناس دون ناس ، ويؤيد هذه الرواية الثانية : ( فتحت أبواب الرحمة ) وجاء في حديث آخر : ( صفدت مردة الشياطين ) قال القاضي : ويحتمل أن يكون فتح أبواب الجنة عبارة عما يفتحه الله تعالى لعباده من الطاعات في هذا الشهر التي لا تقع في غيره عموما كالصيام والقيام وفعل الخيرات والانكفاف عن كثير من المخالفات ، وهذه أسباب لدخول الجنة وأبواب لها ، وكذلك تغليق أبواب النار وتصفيد الشياطين عبارة عما ينكفون عنه من المخالفات ، ومعنى صفدت : غللت ، والصفد بفتح الفاء ( الغل ) بضم الغين ، وهو معنى سلسلت في الرواية الأخرى . هذا كلام القاضي ، أو فيه أحرف بمعنى كلامه .
باب فضل شهر رمضان
: الإمساك ، وفي الشرع : إمساك مخصوص في زمن مخصوص من شخص مخصوص بشرطه . هو في اللغة
قوله صلى الله عليه وسلم : ( إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين ) . وفي الرواية الأخرى : إذا كان رمضان فتحت أبواب الرحمة وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين .
وفي رواية : ( إذ دخل رمضان ) فيه دليل للمذهب الصحيح المختار الذي ذهب إليه والمحققون أنه يجوز أن يقال : ( رمضان ) من غير ذكر الشهر بلا كراهة ، وفي هذه المسألة ثلاثة مذاهب : البخاري
قالت طائفة : لا يقال : رمضان على انفراده بحال ، وإنما يقال : شهر رمضان ، هذا قول أصحاب مالك ، وزعم هؤلاء أن رمضان اسم من أسماء الله تعالى فلا يطلق على غيره إلا بقيد .
وقال أكثر أصحابنا وابن الباقلاني : إن كان هناك قرينة تصرفه إلى الشهر فلا كراهة ، وإلا فيكره ، قالوا : فيقال : صمنا رمضان ، قمنا رمضان ، ويندب ورمضان أفضل الأشهر ، وأشباه ذلك ؛ ولا كراهة في هذا كله ، وإنما يكره أن يقال : جاء رمضان ودخل رمضان ، وحضر رمضان وأحب رمضان ؛ ونحو ذلك . طلب ليلة القدر في أواخر رمضان ،
والمذهب الثالث مذهب والمحققين : أنه لا كراهة في إطلاق رمضان بقرينة وبغير قرينة ، وهذا المذهب هو الصواب ؛ والمذهبان الأولان فاسدان ؛ لأن الكراهة إنما تثبت بنهي الشرع ولم يثبت فيه نهي ؛ وقولهم : إنه اسم من أسماء الله تعالى ليس بصحيح ؛ ولم يصح فيه شيء ؛ وإن كان قد جاء فيه أثر ضعيف ، [ ص: 154 ] البخاري لا تطلق إلا بدليل صحيح ، ولو ثبت أنه اسم لم يلزم منه كراهة . وأسماء الله تعالى توقيفية
وهذا الحديث المذكور في الباب صريح في الرد على المذهبين ؛ ولهذا الحديث نظائر كثيرة في الصحيح في إطلاق رمضان على الشهر من غير ذكر الشهر ، وقد سبق التنبيه على كثير منها في كتاب الإيمان وغيره . والله أعلم .
وأما قوله صلى الله عليه وسلم : ( ) فقال فتحت أبواب الجنة وأغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين القاضي عياض - رحمه الله تعالى - : يحتمل أنه على ظاهره وحقيقته ، وأن تفتيح أبواب الجنة وتغليق أبواب جهنم وتصفيد الشياطين علامة لدخول الشهر ، وتعظيم لحرمته ، ويكون التصفيد ليمتنعوا من إيذاء المؤمنين والتهويش عليهم ، قال : ويحتمل أن يكون المراد المجاز ، ويكون إشارة إلى كثرة الثواب والعفو ، وأن الشياطين يقل إغواؤهم وإيذاؤهم فيصيرون كالمصفدين ، ويكون تصفيدهم عن أشياء دون أشياء ، ولناس دون ناس ، ويؤيد هذه الرواية الثانية : ( فتحت أبواب الرحمة ) وجاء في حديث آخر : ( صفدت مردة الشياطين ) قال القاضي : ويحتمل أن يكون فتح أبواب الجنة عبارة عما يفتحه الله تعالى لعباده من الطاعات في هذا الشهر التي لا تقع في غيره عموما كالصيام والقيام وفعل الخيرات والانكفاف عن كثير من المخالفات ، وهذه أسباب لدخول الجنة وأبواب لها ، وكذلك تغليق أبواب النار وتصفيد الشياطين عبارة عما ينكفون عنه من المخالفات ، ومعنى صفدت : غللت ، والصفد بفتح الفاء ( الغل ) بضم الغين ، وهو معنى سلسلت في الرواية الأخرى . هذا كلام القاضي ، أو فيه أحرف بمعنى كلامه .