الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          " باب نواقض الوضوء " .

                                                                                                                          " من السبيلين " .

                                                                                                                          واحدهما : سبيل وهو الطريق يذكر ويؤنث ، والمراد هنا : مخرج البول والغائط .

                                                                                                                          " فإن كانت غائطا أو بولا " .

                                                                                                                          الغائط هنا المراد به العذرة وهو في [ ص: 24 ] الأصل : المطمئن من الأرض ، كانوا يتناوبون للحاجة ، فكنوا به عن نفس الحدث الخارج ، كراهة لذكره باسمه الصريح .

                                                                                                                          " فحش في النفس " .

                                                                                                                          فحش بضم الحاء وفتحها وأفحش ؛ أي قبح .

                                                                                                                          " زوال العقل " .

                                                                                                                          قال الحافظ أبو الفرج ابن الجوزي : قال قوم : العقل ضرب من العلوم الضرورية ، وقيل : جوهر بسيط ، وقيل : جسم شفاف ، وقال الحارث المحاسبي : هو نور وبه قال أبو الحسن التميمي ، وروى الحربي عن أحمد أنه غريزية ، والتحقيق أن يقال : إنه غريزية كأنها نور يقذف في القلب فيستعد لإدراك الأشياء فيعلم جواز الجائزات واستحالة المستحيلات ، ويتلوح عواقب الأمور ، وذلك النور يقل ويكثر فإذا قوي قمع ملاحظة عاجل الهوى . وأكثر أصحابنا يقولون : محله القلب وهو مروي عن الشافعي ونقل الفضل بن زياد عن أحمد أن محله الدماغ وهو اختيار أصحاب أبي حنيفة وهو رواية عن أحمد .

                                                                                                                          " ببطن كفه أو بظهره " .

                                                                                                                          الكف : مؤنثة وسميت كفا لأنها تكف عن [ ص: 25 ] اليد الأذى ، وكان حقه أن يقول : أو بظهرها ، لكن يصح ذلك على تأويل الكف بالعضو ، ونظيره قوله تعالى : فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي ( الأنعام 78 ) ؛ أي هذا الطالع .

                                                                                                                          " بذراعه " .

                                                                                                                          الذراع يذكر ويؤنث ، والتأنيث اختيار سيبويه ، وهو في اللغة : من طرف المرفق إلى طرف الإصبع ، والمراد به - والله أعلم - هنا : ما عدا الكف من اليد إلى المرفق .

                                                                                                                          " الدبر " .

                                                                                                                          معروف بضم الباء وسكونها كعسر وعسر .

                                                                                                                          " والسن " .

                                                                                                                          السن : مؤنثة تصغيرها سنينة وجمعها أسنان ، وجمع الأسنان أسنة ؛ كقولهم : قن وأقنان وأقنة ، كلها عن الجوهري .

                                                                                                                          " غسل الميت " .

                                                                                                                          مشدد ومخفف ، قاله الجوهري وأنشد :


                                                                                                                          ليس من مات فاستراح بميت إنما الميت ميت الأحياء

                                                                                                                          .

                                                                                                                          ويستوي فيه المذكر والمؤنث .

                                                                                                                          " لحم الجزور " .

                                                                                                                          الجزور : يقع على الذكر والأنثى من الإبل وجمعه جزر .

                                                                                                                          " من كبدها " .

                                                                                                                          الكبد معروفة : وهي مؤنثة وفيها ثلاث لغات : كبد وكبد مثل : كذب وكذب ، وكبد كفخذ ، حكاها الجوهري .

                                                                                                                          " والردة عن الإسلام " .

                                                                                                                          الردة : الإتيان بما يخرج به عن الإسلام إما نطقا وإما اعتقادا وإما شكا ، كذا ذكره المصنف في " المغني " وقد يحصل بالفعل .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية