الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: (يا مريم اقنتي لربك) قد سبق شرح القنوت في "البقرة" وفي المراد به هاهنا أربعة أقوال . أحدها: أنه العبادة ، قاله الحسن . والثاني: طول القيام في الصلاة ، قاله [ ص: 388 ] مجاهد . والثالث: الطاعة ، قاله قتادة ، والسدي ، وابن زيد . والرابع: الإخلاص ، قاله سعيد بن جبير . وفي تقديم السجود على الركوع أربعة أقوال . أحدها: أن الواو لا تقتضي الترتيب ، وإنما تؤذن بالجمع ، فالركوع مقدم ، قاله الزجاج في آخرين . والثاني: أن المعنى استعملي السجود في حال ، والركوع في حال ، لا أنها يجتمعان في ركعة ، فكأنه حث لها على فعل الخير . والثالث: أنه مقدم ومؤخر ، والمعنى: اركعي واسجدي ، كقوله تعالى: إني متوفيك ورافعك إلي [ آل عمران: 55 ] . ذكرهما ابن الأنباري . والرابع: أنه كذلك كان في شريعتهم تقديم السجود على الركوع ، ذكره أبو سليمان الدمشقي . قال مقاتل: ومعناه: اركعي مع المصلين قراء بيت المقدس . قال مجاهد: سجدت حتى قرحت .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية