الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم وكان الله شاكرا عليما

                                                                                                                                                                                                ما يفعل الله بعذابكم : أيتشفى به من الغيظ ، أم يدرك به الثأر ، أم يستجلب به نفعا ، أم يستدفع به ضررا كما يفعل الملوك بعذابهم ، وهو الغني الذي لا يجوز عليه شيء من ذلك ، وإنما هو أمر أوجبته الحكمة أن يعاقب المسيء ، فإن قمتم بشكر نعمته وآمنتم به فقد أبعدتم عن أنفسكم استحقاق العذاب وكان الله شاكرا : مثيبا موفيا أجوركم عليما بحق شكركم وإيمانكم . فإن قلت : لم قدم الشكر على الإيمان؟ قلت : لأن العاقل ينظر إلى ما عليه من النعمة العظيمة في خلقه وتعريضه للمنافع ، فيشكر شكرا مبهما ، فإذا انتهى به النظر إلى معرفة المنعم آمن به ثم شكر شكرا مفصلا ، فكان الشكر متقدما على الإيمان ، وكأنه أصل التكليف ومداره .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية