الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                باب بيان أن القارن لا يتحلل إلا في وقت تحلل الحاج المفرد

                                                                                                                1229 حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر أن حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت يا رسول الله ما شأن الناس حلوا ولم تحلل أنت من عمرتك قال إني لبدت رأسي وقلدت هديي فلا أحل حتى أنحر وحدثناه ابن نمير حدثنا خالد بن مخلد عن مالك عن نافع عن ابن عمر عن حفصة رضي الله عنهم قالت قلت يا رسول الله ما لك لم تحل بنحوه

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                فيه قول حفصة رضي الله عنها : ( يا رسول الله ما شأن الناس حلوا ولم تحلل أنت من عمرتك ؟ قال : إني لبدت رأسي ، وقلدت هديي فلا أحل حتى أنحر ) وهذا دليل للمذهب الصحيح المختار الذي قدمناه واضحا بدلائله في الأبواب السابقة مرات أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قارنا في حجة الوداع . فقولها : ( من عمرتك ) أي العمرة المضمومة إلى الحج . وفيه أن القارن لا يتحلل بالطواف والسعي ، ولا بد له في تحلله من الوقوف بعرفات والرمي والحلق والطواف كما في الحاج المفرد . وقد تأوله من يقول بالإفراد تأويلات ضعيفة : منها أنها أرادت بالعمرة الحج ؛ لأنهما يشتركان في كونهما قصدا ، وقيل : المراد بها الإحرام ، وقيل : إنها ظنت أنه معتمر ، وقيل : معنى ( من عمرتك ) أي بعمرتك بأن تفسخ حجك إلى عمرة كما فعل غيرك ، وكل هذا ضعيف ، والصحيح ما سبق .

                                                                                                                وقوله صلى الله عليه وسلم : ( لبدت رأسي وقلدت هديي ) فيه استحباب التلبيد وتقليد الهدي ، وهما سنتان بالاتفاق ، وقد سبق بيان هذا كله .




                                                                                                                الخدمات العلمية