الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              2095 [ ص: 514 ] 94 - باب: بيع الجمار وأكله

                                                                                                                                                                                                                              2209 - حدثنا أبو الوليد هشام بن عبد الملك ، حدثنا أبو عوانة ، عن أبي بشر ، عن مجاهد ، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : كنت عند النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يأكل جمارا ، فقال : " من الشجر شجرة كالرجل المؤمن" . فأردت أن أقول : هي النخلة . فإذا أنا أحدثهم قال : "هي النخلة" . [انظر : 61 - مسلم: 2811 - فتح: 4 \ 405]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه حديث ابن عمر : كنت عند النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يأكل جمارا فقال : "من الشجر شجرة كالرجل المؤمن" . فأردت أن أقول : النخلة . فإذا أنا أحدثهم فقال : "هي النخلة" .

                                                                                                                                                                                                                              هذا الحديث سلف في كتاب العلم ، وتكرر فيه فراجعه .

                                                                                                                                                                                                                              والجمار : قلب النخلة ، وذكر البخاري الأكل فقط ولم يذكر البيع ; لأنه نبه عليه بأكله ; لأن كل ما جاز أكله جاز بيعه ، وكذا قال ابن المنير ، أنه أخذه من القياس على أكله ، إذ يدل على أنه مباح ، واستغرب الشارح -يعني : ابن بطال- ذكره لبيع الجمار بناء منه على أنه مجمع عليه ، وأنه لا يتخيل أحد فيه المنع ، حيث قال : بيع الجمار وأكله من المباحات التي لا اختلاف فيها بين العلماء ، وكل ما انتفع به للأكل وغيره فجائز بيعه . قال : وقد وقع في عصرنا لبعضهم إنكار على من جمر نخله ليأكله تحريجا من أكل غيره مما لم يصف من الشبهة ، وينسبه لإضاعة المال ، وذهل عن كونه حفظ ماله بماله .

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 515 ] وفيه من الفوائد : أكل الشارع بحضرة القوم تواضعا ، ولا عبرة بقول بعضهم : إنه يكره إظهاره ، وإنه يخفي مدخله كما يخفي مخرجه ، وهذا الحديث يرد عليه .

                                                                                                                                                                                                                              وقوله : ("كالرجل المؤمن") . أخذه من قوله تعالى : مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة [إبراهيم : 24] وقوله : (أحدثهم سنا) أي : وفعل ذلك استحياء .




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية