الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        لقد أخذنا ميثاق بني إسرائيل وأرسلنا إليهم رسلا كلما جاءهم رسول بما لا تهوى أنفسهم فريقا كذبوا وفريقا يقتلون وحسبوا ألا تكون فتنة فعموا وصموا ثم تاب الله عليهم ثم عموا وصموا كثير منهم والله بصير بما يعملون

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 436 ] (70) يقول تعالى: لقد أخذنا ميثاق بني إسرائيل أي: عهدهم الثقيل بالإيمان بالله، والقيام بواجباته التي تقدم الكلام عليها في قوله: ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا... إلى آخر الآيات. وأرسلنا إليهم رسلا يتوالون عليهم بالدعوة، ويتعاهدونهم بالإرشاد، ولكن ذلك لم ينجع فيهم، ولم يفد كلما جاءهم رسول بما لا تهوى أنفسهم من الحق كذبوه وعاندوه، وعاملوه أقبح المعاملة فريقا كذبوا وفريقا يقتلون .

                                                                                                                                                                                                                                        (71) وحسبوا ألا تكون فتنة أي: ظنوا أن معصيتهم وتكذيبهم لا يجر عليهم عذابا ولا عقوبة، فاستمروا على باطلهم. فعموا وصموا عن الحق ثم نعشهم، و تاب الله عليهم حين تابوا إليه وأنابوا ثم لم يستمروا على ذلك حتى انقلب أكثرهم إلى الحال القبيحة. ف عموا وصموا كثير منهم بهذا الوصف، والقليل استمروا على توبتهم وإيمانهم. والله بصير بما يعملون فيجازي كل عامل بعمله، إن خيرا فخير وإن شرا فشر.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية