الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          باب أصول المسائل .

                                                                                                                          المسائل
                                                                                                                          جمع مسألة ، وهي مصدر سأل يسأل مسألة وسؤالا ، فهو من إطلاق المصدر على المفعول ، كخلق بمعنى مخلوق فقولنا : مسألة ، أي : مسئولة بمعنى يسأل عنها .

                                                                                                                          " لا تعول "

                                                                                                                          قال الجوهري : العول عول الفريضة ، وقد عالت ، أي : ارتفعت ، وهو أن تزيد سهاما ، فيدخل النقص على أهل الفرائض ، قال أبو عبيد : أظنه مأخوذا من الميل ، ويقال : أيضا عال زيد الفرائض وأعالها بمعنى ، يتعدى ولا يتعدى ، وعالت هي نفسها إذا دخل النقص على أهلها .

                                                                                                                          " وتعول على الأفراد "

                                                                                                                          إنما كان عولها على الأفراد دون الأزواج ؛ لأن كل عددين أو أعداد بعضها زوج وبعضها فرد لا يكون مجموعهما إلا فرادى ، ، ومسألة اثني عشر لا بد أن يكون فيها ربع ، وهو ثلاثة ، وبقية الأعداد أزواج فلذلك لا تعول إلا على الأفراد ، ولذلك لا تعول أربعة وعشرون إلا إلى سبعة وعشرين .

                                                                                                                          [ ص: 304 ] " وإن كان فريقا "

                                                                                                                          الضمير في كان للمردود عليه والفريق والفرق والفرقة : الطائفة .

                                                                                                                          " في الرد "

                                                                                                                          الرد في اللغة الصرف ، يقال : رد الشيء يرده ردا إذا صرفه فمعنى الرد في الفرائض صرف المسألة عما هي عليه من الكمال إلى النقص ، وهو عكس العول ، فإن العول ينقص السهام ، والرد يكثرها فيصير السدس نصفا ، فيما إذا كان سدسين ، ونحو ذلك .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية