الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في السخاء

                                                                                                          1960 حدثنا أبو الخطاب زياد بن يحيى البصري حدثنا حاتم بن وردان حدثنا أيوب عن ابن أبي مليكة عن أسماء بنت أبي بكر قالت قلت يا رسول الله إنه ليس لي من بيتي إلا ما أدخل علي الزبير أفأعطي قال نعم ولا توكي فيوكى عليك يقول لا تحصي فيحصى عليك وفي الباب عن عائشة وأبي هريرة قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وروى بعضهم هذا الحديث بهذا الإسناد عن ابن أبي مليكة عن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما وروى غير واحد هذا عن أيوب ولم يذكروا فيه عن عباد بن عبد الله بن الزبير

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          ( باب ما جاء في السخاء ) بفتح السين ، وهو إعطاء ما ينبغي لمن ينبغي ، وبذل ما يقتنى بغير عوض ، وهو من جملة محاسن الأخلاق بل هو من أعظمها ، والبخل ضده ، قاله العيني .

                                                                                                          قوله : ( حدثنا حاتم بن وردان ) بن مروان السعدي أبو صالح البصري ثقة من الثامنة ( حدثنا أيوب ) هو السختياني .

                                                                                                          قوله : ( إنه ليس لي من شيء ) وفي رواية للبخاري : ما لي مال ( إلا ما أدخل علي ) بتشديد الياء ( الزبير ) هو ابن العوام كان زوجها ( أفأعطي ) وفي رواية للبخاري : أفأتصدق ( لا توكي ) من أوكى يوكي إيكاء ، يقال أوكى ما في سقائه إذا شده بالوكاء وهو الخيط الذي يشد به رأس القربة وأوكى علينا أو بخل ( فيوكى عليك ) بفتح الكاف بصيغة المجهول ، وفي رواية مسلم : فيوكي الله عليك ، قال الجزري في النهاية : أي لا تدخري وتشدي ما عندك وتمنعي ما في يدك ، فتنقطع مادة الرزق عنك انتهى ، فدل الحديث على أن الصدقة تنمي المال وتكون سببا إلى البركة والزيادة فيه ، وأن من شح ولم يتصدق فإن الله يوكي عليه ويمنعه من البركة في ماله والنماء فيه .

                                                                                                          ( يقول لا تحصي فيحصى عليك ) هذا تفسير لقوله : ( لا توكي فيوكى عليك ) من بعض الرواة ، وضمير يقول راجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وروى البخاري في صحيحه من طريق عبد الله بن نمير عن هشام بن عروة عن فاطمة عن أسماء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أنفقي ولا تحصي فيحصي الله عليك ، ولا توعي فيوعي الله عليك قال الحافظ : الإحصاء معرفة قدر الشيء وزنا أو عددا وهو من باب المقابلة ، والمعنى النهي عن منع الصدقة خشية النفاد ، فإن ذلك أعظم الأسباب لقطع مادة البركة لأن الله يثيب على العطاء بغير حساب ، وقيل المراد بالإحصاء عد الشيء لأن يدخر ولا ينفق منه ، وإحصاء الله قطع البركة عنه أو حبس بمادة الرزق أو المحاسبة عليه في الآخرة انتهى .

                                                                                                          قوله : ( وفي الباب عن عائشة وأبي هريرة ) أما حديث عائشة فأخرجه الطبراني في الأوسط [ ص: 81 ] بنحو حديث أبي هريرة الآتي وأما حديث أبي هريرة ، فأخرجه الترمذي بعد هذا .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه البخاري في الزكاة وفي الهبة ، ومسلم في الزكاة ، وأبو داود والنسائي ( وروى بعضهم هذا الحديث بهذا الإسناد عن ابن أبي مليكة عن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أسماء بنت أبي بكر ) رواه الشيخان في صحيحيهما من طريق ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أسماء .

                                                                                                          ( وروى غير واحد هذا عن أيوب ولم يذكروا فيه عن عباد بن عبد الله بن الزبير ) قال الحافظ : وقد روى أيوب هذا الحديث عن ابن أبي مليكة عن أسماء بغير واسطة ، أخرجه أبو داود والترمذي ، وصححه النسائي ، وصرح أيوب عن ابن أبي مليكة بتحديث أسماء له بذلك ، فيحمل على أنه سمعه من عباد عنها ثم حدثته به انتهى .




                                                                                                          الخدمات العلمية