الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في السعي على الأرملة واليتيم

                                                                                                          1969 حدثنا الأنصاري حدثنا معن حدثنا مالك عن صفوان بن سليم يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله أو كالذي يصوم النهار ويقوم الليل حدثنا الأنصاري حدثنا معن حدثنا مالك عن ثور بن زيد الديلي عن أبي الغيث عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك وهذا الحديث حديث حسن غريب صحيح وأبو الغيث اسمه سالم مولى عبد الله بن مطيع وثور بن زيد مدني وثور بن يزيد شامي

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          ( باب ما جاء في السعي على الأرملة واليتيم ) قوله : ( الأرملة ) بفتح الهمزة وسكون الراء وفتح الميم ، وقال في القاموس : امرأة أرملة محتاجة أو مسكينة والجمع أرامل وأراملة ، والأرمل العزب وهي بهاء أو لا يقال للعزبة الموسرة أرملة انتهى .

                                                                                                          قوله : ( الساعي على الأرملة ) قال النووي : المراد بالساعي الكاسب لهما العامل لمؤنتهما ، [ ص: 89 ] والأرملة من لا زوج لها سواء تزوجت قبل ذلك أم لا ، وقيل التي فارقها زوجها قال ابن قتيبة : سميت أرملة لما يحصل لها من الإرمال وهو الفقر وذهاب الزاد بتفقد الزوج ، يقال أرمل الرجل إذا فني زاده : قال القاري : وهذا مأخذ لطيف في إخراج الغنية من عموم الأرملة إن كان ظاهر إطلاق الحديث يعم الغنية والفقيرة ، قال الطيبي : وإنما كان معنى الساعي على الأرملة ما قاله النووي لأنه صلى الله عليه وسلم عداه بعلى مضمنا فيه معنى الإنفاق ( والمسكين ) هو من لا شيء له ، وقيل من له بعض الشيء ، وقد يقع على الضعيف ، وفي معناه الفقير بل بالأولى عند بعضهم .

                                                                                                          ( كالمجاهد في سبيل الله ) أي ثواب القائم بأمرهما وإصلاح شأنهما والإنفاق عليهما كثواب الغازي في جهاده فإن المال شقيق الروح وفي بذله مخالفة النفس ومطالبة رضا الرب ( أو كالذي يصوم النهار ويقوم الليل ) وفي رواية للبخاري : أو القائم الليل الصائم النهار ، قال العيني : شك من الراوي وفي رواية معن بن عيسى وابن وهب وابن بكير وآخرين عن مالك بلفظ أو كالذي يصوم النهار ويقوم بالليل وفي رواية ابن ماجه في رواية الدراوردي عن ثور مثله ولكن بالواو ولا بأو انتهى .

                                                                                                          قوله : ( عن ثور بن زيد ) باسم الحيوان المعروف ، الديلي بكسر المهملة بعدها تحتانية ، المدني ثقة من السادسة ( عن أبي الغيث ) اسمه سالم المدني مولى ابن مطيع ثقة من الثالثة .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن صحيح غريب ) وأخرجه الشيخان وغيرهما .

                                                                                                          اعلم أن الإسناد الأول مرسل والثاني موصول ، قال الحافظ في الفتح : وأكثرهم ساقه على لفظ رواية مالك عن صفوان بن سليم به مرسلا ثم قال : وعن ثور بسنده مثله انتهى ، قوله : ( ثور بن يزيد شامي وثور بن زيد مدني ) يعني أن هذين رجلان الأول شامي والثاني مدني وقد عرفت ترجمة ثور بن زيد آنفا ، وأما ترجمة ثور بن يزيد فقال الحافظ : ثور بن يزيد بزيادة تحتانية في أول اسم أبيه ، أبو خالد الحمصي ثقة ثبت إلا أنه يرى القدر ، من السابعة .

                                                                                                          [ ص: 90 ]



                                                                                                          الخدمات العلمية