الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في معاشرة الناس

                                                                                                          1987 حدثنا محمد بن بشار حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن ميمون بن أبي شبيب عن أبي ذر قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن قال وفي الباب عن أبي هريرة قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح حدثنا محمود بن غيلان حدثنا أبو أحمد وأبو نعيم عن سفيان عن حبيب بهذا الإسناد نحوه قال محمود حدثنا وكيع عن سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن ميمون بن أبي شبيب عن معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه قال محمود والصحيح حديث أبي ذر

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( عن ميمون بن أبي شبيب ) الربعي أبو نصر الكوفي ، صدوق ، كثير الإرسال من الثالثة .

                                                                                                          قوله : ( اتق الله ) أسي بالإتيان بجميع الواجبات والانتهاء عن سائر المنكرات ، فإن التقوى أساس الدين وبه يرتقي إلى مراتب اليقين ( حيث ما كنت ) أي في الخلاء وفي النعماء والبلاء ، فإن الله عالم بسر أمرك كما أنه مطلع على ظواهرك ، فعليك برعاية دقائق الأدب في حفظ أوامره ومراضيه ، والاحتراز عن مساخطه ومساويه واتقوا الله إن الله كان عليكم رقيبا ( وأتبع ) أمر من باب الإفعال وهو متعد إلى مفعولين ( السيئة ) الصادرة من صغيرة وكذا كبيرة على ما شهد به عموم الخبر وجرى عليه بعضهم لكن خصه الجمهور بالصغائر ( الحسنة ) صلاة أو صدقة أو استغفارا أو نحو ذلك ( تمحها ) أي تدفع الحسنة السيئة وترفعها ، والإسناد مجازي ، والمراد يمحو الله بها آثارها من القلب أو من ديوان الحفظة ، وذلك لأن المرض يعالج بضده فالحسنات يذهبن السيئات ( وخالق الناس ) أمر من المخالقة مأخوذ من الخلق مع الخلق أي خالطهم وعاملهم ( بخلق حسن ) أي تكلف معاشرتهم بالمجاملة في المعاملة وغيرها من نحو طلاقة وجه ، وخفض جانب ، وتلطف وإيناس ، وبذل ندى ، وتحمل أذى ، فإن فاعل ذلك يرجى له في الدنيا الفلاح ، وفي الآخرة الفوز بالنجاة والنجاح .

                                                                                                          [ ص: 105 ] قوله : ( وفي الباب عن أبي هريرة ) أخرجه أبو داود والدارمي .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه أحمد والدارمي والحاكم في الإيمان وقال على شرطهما ، ونوزع ؛ والبيهقي في شعب الإيمان ، قوله : ( عن معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه ) أخرجه أحمد والبيهقي في شعب الإيمان .




                                                                                                          الخدمات العلمية