الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                ومن الذين قالوا إنا نصارى أخذنا ميثاقهم فنسوا حظا مما ذكروا به فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة وسوف ينبئهم الله بما كانوا يصنعون

                                                                                                                                                                                                أخذنا ميثاقهم : أخذنا من النصارى ميثاق من ذكر قبلهم من قوم موسى ، أي : مثل ميثاقهم بالإيمان بالله والرسل وبأفعال الخير ، وأخذنا من النصارى ميثاق أنفسهم بذلك . فإن قلت : فهلا قيل : من النصارى؟ قلت : لأنهم إنما سموا أنفسهم بذلك ادعاء لنصرة الله ، وهم الذين قالوا لعيسى : نحن أنصار الله ، ثم اختلفوا بعد : نسطورية ، ويعقوبية ، وملكانية . أنصارا للشيطان فأغرينا : فألصقنا والزمنا من غري بالشيء إذا لزمه ولصق به وأغراه غيره ، ومنه الغراء الذي يلصق به بينهم : بين فرق النصارى المختلفين ، وقيل : بينهم وبين اليهود ، ونحوه وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا [الأنعام : 129] أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض [الأنعام : 69] .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية