الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          [ ص: 387 ] كتاب الأيمان .

                                                                                                                          الأيمان : جمع يمين . واليمين : القسم ، والجمع : أيمن وأيمان ، وقيل : سمي بذلك ، لأنهم كانوا إذا تحالفوا ، ضرب كل امرئ منهم يمينه على يمين صاحبه . واليمين : توكيد الحكم بذكر معظم على وجه مخصوص ، فاليمين وجوابها جملتان ترتبط إحداهما بالأخرى ارتباط جملتي الشرط والجزاء ، كقولك : أقسمت بالله لأفعلن ولها حروف يجر بها المقسم به ، وحروف يجاب بها القسم ، وأحكام غير ذلك موضعها كتب النحو .

                                                                                                                          " وايم الله " .

                                                                                                                          همزته همزة وصل تفتح وتكسر ، وميمه مضمومة ، وقالوا : أيمن الله بضم الميم والنون مع كسر الهمزة وفتحها ، وعند الكوفيين : ألفها ألف قطع ، وهي : جمع يمين ، وكانوا يحلفون باليمين ، فيقولون : ويمين الله . قاله أبو عبيدة وأنشد لامرئ القيس :

                                                                                                                          فقلت يمين الله أبرح قاعدا ولو قطعوا رأسي لديك وأوصالي

                                                                                                                          .

                                                                                                                          " وهو : اسم مفرد مشتق من اليمن والبركة ، وفي استعمالها أربعة عشر وجها ذكرتها في كتابي " المفاخر في شرح جمل عبد القاهر " فمن أحب الوقوف عليها ، فلينظرها فيه " .

                                                                                                                          " لعمر الله " .

                                                                                                                          العمر ، والعمر : الحياة ، بفتح العين وضمها ، واستعمل في القسم المفتوح خاصة ، واللام للابتداء ، وهو مرفوع بالابتداء ، والخبر محذوف وجوبا تقديره " قسمي " أو ما أقسم به ، والقسم به يمين منعقدة ، لأنه حلف بصفة من صفات الله تعالى ، وهي حياته .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية