الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقالوا هذه أنعام وحرث حجر لا يطعمها إلا من نشاء بزعمهم وأنعام حرمت ظهورها وأنعام لا يذكرون اسم الله عليها افتراء عليه سيجزيهم بما كانوا يفترون

                                                                                                                                                                                                                                        قوله عز وجل: وقالوا هذه أنعام وحرث حجر أي ومنه قوله تعالى: ويقولون حجرا محجورا [الفرقان: 22] أي حراما ، قال الشاعر


                                                                                                                                                                                                                                        فبت مرتفقا والعين ساهرة كأن نومي علي الليل محجور



                                                                                                                                                                                                                                        لا يطعمها إلا من نشاء بزعمهم قال الكلبي : جعلوها للرجال دون النساء. وفي الأنعام والحرث التي قالوا إنه لا يطعمها إلا من نشاء بزعمهم قولان. أحدهما: أن الأنعام التي يحكمون فيها بهذا الحكم عندهم هي البحيرة والحام خاصة ، والحرث ما جعلوه لأوثانهم ، قاله الحسن ، ومجاهد . والثاني: أن الأنعام هي ذبائح الأوثان ، والحرث ما جعلوه لها. ثم قال تعالى: وأنعام حرمت ظهورها فيها قولان: [ ص: 176 ] أحدهما: أنها السائبة. والثاني: أنها التي لا يحجون عليها ، قاله أبو وائل. وأنعام لا يذكرون اسم الله عليها وهي قربان أوثانهم يذكرون عليها اسم الأوثان ، ولا يذكرون عليها اسم الله تعالى. افتراء عليه أي على الله وفيه قولان: أحدهما: أن إضافتهم ذلك إلى الله هو الافتراء عليه. والثاني: أن ذكرهم أسماء أوثانهم عند الذبيحة بدلا من اسم الله هو الافتراء عليه.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية