الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في المتهاجرين

                                                                                                          2023 حدثنا قتيبة حدثنا عبد العزيز بن محمد عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين والخميس فيغفر فيهما لمن لا يشرك بالله شيئا إلا المهتجرين يقال ردوا هذين حتى يصطلحا قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح ويروى في بعض الحديث ذروا هذين حتى يصطلحا قال ومعنى قوله المهتجرين يعني المتصارمين وهذا مثل ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام [ ص: 142 ]

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          [ ص: 142 ] قوله : ( عن سهيل بن أبي صالح ) ذكوان السمان أبي يزيد المدني ، صدوق تغير حفظه بآخره ، روى له البخاري مقرونا وتعليقا من السادسة .

                                                                                                          قوله : ( تفتح أبواب الجنة ) أي حقيقة ; لأن الجنة مخلوقة الآن وفتح أبوابها ممكن ، أو هو بمعنى إزالة المانع ورفع الحجب وفي شرح مسلم قال القاضي قال الباجي معنى فتحها كثرة الصفح والغفران ورفع المنازل وإعطاء الثواب الجزيل ، قال القاضي : ويحتمل أن يكون على ظاهره وأن فتح أبوابها علامة لذلك انتهى ، قلت : هذا الاحتمال هو الظاهر ، فالأولى أن يحمل الحديث على ظاهره ( يوم الاثنين والخميس ) أي لكثرة الرحمة النازلة فيهما الباعثة على الغفران ( إلا المتهاجرين ) أي المتقاطعين ( يقول ردوا ) وفي رواية مسلم " أنظروا " : أي أمهلوا أي لا تعطوا منها أنصباء هذين المتهاجرين المتعاديين ، وأخروا مغفرتهما من ذنوبهما مطلقا ، زجرا لهما أو من ذنب الهجران فقط ( حتى يصطلحا ) أي يتصالحا ويزول عنهما الشحناء فلا يفيد التصالح للسمعة والرياء ، والظاهر أن مغفرة كل واحد متوقفة على صفاته وزوال عداوته سواء صفا لصاحبه أم لا قال الطيبي وأتى باسم الإشارة بدل الضمير لمزيد التمييز والتعيين .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه مسلم والبخاري في الأدب المفرد وأبو داود .

                                                                                                          قوله : ( ردوا هذين ) أي ادعوهما ( ومعنى قوله المتهاجرين يعني المتصارمين ) أي المتقاطعين قال في القاموس : صرمه يصرمه صرما ويضم : قطعه قطعا بائنا ، وفلانا قطع كلامه انتهى ، قوله : ( وهذا مثل ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام ) [ ص: 143 ] رواه مسلم عن عبد الله بن عمر ، ورواه الترمذي من حديث أبي أيوب الأنصاري في باب كراهية الهجرة .




                                                                                                          الخدمات العلمية