الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
بيان الليالي والأيام الفاضلة .

اعلم أن الليالي المخصوصة بمزيد الفضل التي يتأكد فيها استحباب الإحياء في السنة خمس عشرة ليلة ، لا ينبغي أن يغفل المريد عنها ، فإنها مواسم الخيرات ومظان التجارات ، ومتى غفل التاجر عن المواسم لم يربح ومتى غفل المريد عن فضائل الأوقات لم ينجح فستة من هذه الليالي في شهر رمضان خمس في أوتار العشر الأخير إذ فيها يطلب ليلة القدر وليلة سبع عشرة من رمضان فهي ليلة صبيحتها يوم الفرقان يوم التقى الجمعان ، فيه كانت وقعة بدر ، وقال ابن الزبير رحمه الله هي ليلة القدر

التالي السابق


(بيان الليالي)

الفاضلة المرجو فيها الفضل المستحب إحياؤها (و) ذكر مواصلة الأوراد في الأيام الفاضلة، (اعلم أن الليالي المخصوصة بمزيد الفضل التي يتأكد فيها استحباب الإحياء في السنة خمس عشرة ليلة، لا ينبغي أن يغفل المريد عنها، فإنها مواسم الخيرات) أي: معالمها (ومظان التجارات، ومتى غفل التاجر عن المواسم لم يربح) فهو أشد محافظة لها، فإن البضائع لا تروج إلا في المواسم (ومتى غفل المريد عن فضائل الأوقات لم ينجح) في أعماله (فستة من هذه الليالي في شهور رمضان) خاصة (خمسة هي أوتار العشر الأخير) الحادية والعشرين، والثالثة، والخامسة والعشرين، والسابعة والعشرين، والتاسعة والعشرين (إذ فيها تطلب ليلة القدر) فإنها عند الشافعي وآخرين منحصرة في العشر الأواخر في الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري قال: " اعتكفنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- العشر الأوسط من رمضان، فخرجنا صبيحة عشرين، فخطبنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صبيحة عشرين فقال: إني رأيت ليلة القدر، وإني نسيتها، فالتمسوها في العشر الأواخر في وتر، فإني أريت أني أسجد في ماء وطين ". الحديث .

وفي بعض روايات مسلم: " إني اعتكفت العشر الأول ألتمس هذه الليلة، ثم أعتكف العشر الأوسط، ثم أتيت فقيل لي: إنها في العشر الأواخر، فمن أحب منكم أن يعتكف فليعتكف. الحديث .

والصحيح من مذهب الشافعي أنها تختص بالعشر الأخير، وأنها في الأوتار أرجى منها في الأشفاع .

(وليلة سبع عشرة من رمضان فهي ليلة صحيحة يوم الفرقان يوم التقى الجمعان، فيه كانت وقعة بدر، وقال ابن الزبير) عبد الله -رضي الله عنه-: (هي ليلة القدر) هكذا وقع في النسخ عز، وهذا القول إلى ابن الزبير، والمشهور حكاية هذا القول عن زيد بن أرقم وابن مسعود والحسن البصري، ففي معجم الطبراني عن زيد بن أرقم قال: ما أشك وما أرتاب أنها ليلة سبع عشرة، ليلة أنزل القرآن، ويوم التقى الجمعان. وعن زيد بن ثابت أنه كان يحيي ليلة سبع عشرة، فقيل له: تحيي ليلة سبع عشرة ؟ قال: إن فيها أنزل القرآن، وفي صبيحتها فرق بين الحق والباطل، وكان يصبح فيها بهيج الوجه .




الخدمات العلمية