الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              4976 كتاب المنافقين

                                                                                                                              باب في قوله تعالى: إذا جاءك المنافقون إلى قوله حتى ينفضوا

                                                                                                                              وذكره النووي، في: (الكتاب المتقدم).

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي، ص 120، 121 ج 17، المطبعة المصرية

                                                                                                                              (عن أبي إسحق؛ أنه سمع زيد بن أرقم؛ يقول: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، في سفر، أصاب الناس فيه: شدة. فقال عبد الله بن أبي لأصحابه: {لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا من حوله. قال زهير: وهي قراءة: من خفض: «حوله».

                                                                                                                              [ ص: 109 ] وقال: {لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل قال: فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم؛ فأخبرته بذلك. فأرسل إلى عبد الله بن أبي، فسأله ؟ فاجتهد يمينه: ما فعل؛ فقال: كذب زيد رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فوقع في نفسي مما قالوه: شدة حتى أنزل الله: تصديقي: {إذا جاءك المنافقون .

                                                                                                                              قال: ثم دعاهم النبي صلى الله عليه وسلم، ليستغفر لهم. قال فلووا رءوسهم.

                                                                                                                              وقوله {كأنهم خشب مسندة وقال: كانوا رجالا، أجمل شيء).

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن زيد بن أرقم) رضي الله عنه ؛ (قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم، في سفر أصاب الناس فيه: شدة. فقال عبد الله بن أبي لأصحابه: لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا أي: ينفردوا (من حوله. قال زهير: وهي في قراءة عبد الله).

                                                                                                                              [ ص: 110 ] أي: قراءة من يقرأ «من حوله»: بكسر ميم. ويجر «حوله» به. واحترز به: عن القراءة الشاذة «من حوله» بالفتح.

                                                                                                                              (وقال: لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل .

                                                                                                                              قال: فأتيت النبي صلى الله عليه) وآله (وسلم،. فأخبرته بذلك. فأرسل إلى عبد الله بن أبي، فسأله ؟ فاجتهد يمينه: ما فعل ؛ فقال: كذب زيد رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم. قال: فوقع في نفسي مما قالوه: شدة، حتى أنزل الله عز وجل: تصديقي: إذا جاءك المنافقون . قال ثم دعاهم النبي صلى الله عليه) وآله (وسلم: ليستغفر لهم. قال: فلووا رؤوسهم).

                                                                                                                              قرئ في السبع: بتشديد الواو، وتخفيفها.

                                                                                                                              (وقوله: كأنهم خشب مسندة ) بضم الشين، وإسكانها، والضم للأكثرين.

                                                                                                                              (وقال: كانوا رجالا، أجمل شيء).

                                                                                                                              [ ص: 111 ] قال النووي: وفي هذا ؛ أنه ينبغي لمن سمع أمرا يتعلق بالإمام، أو نحوه من كبار ولاة الأمور. ويخاف ضرره على المسلمين: أن يبلغه إياه، ليحترز منه.

                                                                                                                              وفيه: منقبة لزيد.




                                                                                                                              الخدمات العلمية