الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وأما الأيام الفاضلة فتسعة عشر يستحب مواصلة الأوراد فيها يوم عرفة ويوم عاشوراء ويوم سبعة وعشرين من رجب له شرف عظيم روى أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من صام يوم سبع وعشرين من رجب كتب الله له صيام ستين شهرا " وهو اليوم الذي أهبط الله فيه جبرائيل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة ويوم سبعة عشر من رمضان وهو يوم وقعة بدر ويوم النصف من شعبان ويوم الجمعة ويوما العيدين والأيام المعلومات وهي عشر من ذي الحجة والأيام المعدودات وهي أيام التشريق وقد روى أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إذا سلم يوم الجمعة سلمت الأيام ، وإذا سلم شهر رمضان سلمت السنة

التالي السابق


(وأما الأيام الفاضلة فهي تسعة عشر يوما يستحب مواصلة الأوراد فيها) والدؤوب في العبادة .

(يوم عرفة) روى سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعا: " من صلى يوم عرفة بين الظهر والعصر أربع ركعات يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة [ ص: 207 ] و قل هو الله أحد خمسين مرة، كتب الله تعالى له ألف ألف حسنة، ورفع له بكل حرف درجة في الجنة، بين كل درجتين مسيرة خمسمائة عام. الحديث. وفيه ضعاف ومجاهيل، وراويه النهاس بن فهم عن قتادة وسعيد لا يساوي شيئا .

وروى الحسن ومعاوية بن قرة وأبو وائل عن علي وابن مسعود -رضي الله عنهما- مرفوعا: " من صلى يوم عرفة ركعتين يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب ثلاث مرات، في كل مرة يبدأ ببسم الله الرحمن الرحيم ويختم آخرها بآمين، ثم يقرأ بـ قل يا أيها الكافرون ثلاث مرات و قل هو الله أحد مائة مرة يبدأ في كل مرة ببسم الله الرحمن الرحيم إلا قال الله عز وجل لملائكته: أشهدكم أني قد غفرت له".

قال السيوطي: لا يصح، راويه عبد الرحمن بن أنعم ضعفوه. قال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الثقات ويدلس .

(ويوم عاشوراء) وفضل هذا اليوم، وما ورد فيه مشهور ولا نطيل بذكره، فقد أفرد بالتآليف، وفي الخبر: " صوم يوم عرفة يكفر سنة ماضية وسنة مستقبلة، وصوم يوم عاشوراء كفارة سنة". رواه ابن ماجه عن أبي سعيد.

وروى الديلمي من حديث ابن عمرو: " من صام يوم الزينة أدرك ما فاته من صيام السنة. يعني: يوم عاشوراء .

(ويوم سبعة وعشرين من رجب له شرف عظيم روى أبو هريرة) -رضي الله عنه- (أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: " من صام يوم سبع وعشرين من رجب كتب الله عز وجل له صيام ستين شهرا" وهو اليوم الذي هبط فيه جبريل على محمد -صلى الله عليه وسلم- بالرسالة) قال العراقي : رواه أبو موسى المديني في كتاب فضائل الليالي والأيام من رواية شهر بن حوشب عنه. اهـ .

قلت: وقد سبق في حديث سلمان في ذلك اليوم: بعث الله محمدا -صلى الله عليه وسلم- نبيا (وهو يوم وقعة بدر) . رواه الطبراني عن زيد بن أرقم، وقد تقدم قريبا .

(ويوم النصف من شعبان) صبيحة ليلة البراءة .

(ويوم الجمعة) وقد ورد في فضله أخبار تقدم ذكرها في كتاب الصلاة .

(ويوما العيد) يوم عيد الفطر ويوم عيد الأضحى .

(والأيام المعلومات وهي عشر من ذي الحجة والأيام المعدودات وهي أيام التشريق) ، وقد تقدم الكلام عليها في كتاب الحج (وقد روي عن أنس) بن مالك -رضي الله عنه- (عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: " إذا سلم يوم الجمعة سلمت الأيام، وإذا سلم شهر رمضان سلمت السنة) هكذا أورده صاحب القوت، وقد تقدم في الباب الخامس من الصلاة. أورده هناك مقتصرا على الجملة الأولى، ورواه بجملته ابن حبان في الضعفاء، وأبو نعيم في " الحلية "، والدارقطني في " الأفراد "، وابن عدي في " الكامل " والبيهقي في " الشعب " من حديث عائشة .

قال العراقي هناك: ولم أجده من حديث أنس. قال الدارقطني في " الأفراد ": حدثنا أبو محمد بن صاعد، حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، عن عبد العزيز بن أبان، عن الثوري، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة . وأما أبو نعيم فقال في " الحلية " بعد أن أخرجه: تفرد به إبراهيم بن سعيد الجوهري، عن أبي خالد القرشي.

وأما البيهقي فأورده من طريقين وقال: لا يصح، وإنما يعرف من حديث عبد العزيز بن أبان بن سفيان وهو ضعيف بمرة، وهو عن الثوري باطل ليس له أصل. وأعله ابن الجوزي بعبد العزيز فأورده في الموضوعات، وقال: تفرد به وهو كذاب. وقال الذهبي في " الميزان ": هو أحد المتروكين. قال يحيى: كذاب خبيث حدث بأحاديث موضوعة. وقال أبو حاتم: لا يكتب حديثه. وقال البخاري: تركوا حديثه، وساق له هذا الخبر. ونازع السيوطي ابن الجوزي في دعوى تفرد عبد العزيز به، وأورد له طريقا أخرى في اللآلئ المصنوعة .

ومعنى الحديث: إذا سلم يوم الجمعة من وقوع الآثام فيه سلمت أيام الأسبوع من المؤاخذة، وإذا سلم رمضان من ارتكاب المحرمات فيه سلمت السنة كلها من المؤاخذات، وذلك لأنه سبحانه جعل لأهل كل ملة يوما يتفرغون فيه لعبادته، ويتخلون عن الشغل الدنيوي، فيوم الجمعة يوم عبادة هذه الأمة، وهو في الأيام كشهر رمضان في الشهور، وساعة الإجابة فيه كليلة القدر في رمضان، فلهذا من صح وسلم له يوم جمعته سلمت له أيام أسبوعه كلها ومن صح وسلم له رمضان صح له سائر سنته، فيوم الجمعة ميزان الأسبوع، ورمضان ميزان العام، ومن لم يسلم له يوم الجمعة أو رمضان فقد باء بعظيم .




الخدمات العلمية