الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل أي تسترونه به، أو تخلطونه به، والباء صلة، وفي المراد أقوال: أحدها: أن المراد تحريفهم التوراة والإنجيل، قاله الحسن وابن زيد، وثانيها: أن المراد إظهارهم الإسلام وإبطانهم النفاق، قاله ابن عباس وقتادة، وثالثها: أن المراد الإيمان بموسى وعيسى والكفر بمحمد عليهم الصلاة والسلام، ورابعها أن المراد ما يعلمونه في قلوبهم من حقية رسالته صلى الله عليه وسلم وما يظهرونه من تكذيبه، عن أبي علي وأبي مسلم، وقرئ (تلبسون) بالتشديد وهو بمعنى المخفف، وقرأ يحيى بن وثاب (تلبسون) وهو من لبست الثوب، والباء بمعنى مع، والمراد من اللبس الاتصاف بالشيء والتلبس به، وقد جاء ذلك فيما رواه البخاري في «الصحيح» عن عائشة أنه صلى الله عليه وسلم قال: " المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور ".

                                                                                                                                                                                                                                      وتكتمون الحق أي نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وما وجدتموه في كتبكم من نعته والبشارة به وأنتم تعلمون [ 71 ] أنه حق، وقيل: تعلمون الأمور التي يصح بها التكليف وليس بشيء.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية