الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      فيمن يهب لرجل لحم شاته ولآخر جلدها فيريد صاحب لحمها أن يستحييها ويقول : أدفع لك قيمة الجلد أو جلدا مثله ويأبى الآخر إلا الذبح قلت : أرأيت لو أن رجلا وهب لرجل لحم شاته ووهب لآخر جلدها ، والشاة حية [ ص: 411 ] فدفعها إليهما فقال صاحب الجلد : أذبح الشاة وآخذ جلدها ، وقال صاحب اللحم : لا أذبحها ولكني أستحييها وأدفع إليك قيمة الجلد أو جلدا مثله ؟ قال : سمعت مالكا وسئل عن رجل باع بعيرا واستثنى جلده ثم استحياه الذي اشتراه ؟ قال مالك : يكون لصاحبه الذي باعه شروى جلده .

                                                                                                                                                                                      قال : قلت لمالك : أو قيمته ؟

                                                                                                                                                                                      قال : أو قيمته كل ذلك حسن .

                                                                                                                                                                                      قلت : أرأيت هذا الذي اشترى البعير إن امتنع من نحره وللبائع فيه ثنيا الجلد أيكون له ذلك أو إنما هذا إذا غفل عن البعير أو كان مريضا فبرئ من مرضه ؟

                                                                                                                                                                                      قال : لم أوقف مالكا إلا على ما أخبرتك جملة ، ولم يقل غفل أو لم يغفل فمسألتك التي سألت عنها مثل هذا .

                                                                                                                                                                                      قلت : فإن كانت ناقة فغفل عنها حتى نتجت ؟

                                                                                                                                                                                      قال : أرى له قيمة جلدها ، ولا شيء له من قيمة جلود أولادها ولا شروى جلود أولادها ولا حق له فيهم .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية