الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      في الحكم بين أهل الذمة وتظالمهم في البيع والشراء قلت : أرأيت أهل الذمة إذا اشتروا وباعوا فيما بينهم أيحكم عليهم بحكم المسلمين فيما باعوا واشتروا ويلزمهم ذلك في قول مالك ؟ قال : نعم لأن البيع والشراء إذا امتنع أحدهم من أن ينفذ ذلك فهذا من الظلم فيما بينهم ، فالحكم أن يحكم فيما بينهم بهذا إلا ما كان من الربا ، وما أشبهه فإنه لا يحكم به فيما بينهم .

                                                                                                                                                                                      قلت : أرأيت السلم بين النصارى واليهود أيحملون من ذلك على ما يحمل عليه أهل الإسلام من الجائز والفاسد في قول مالك ؟ قال : قال مالك : لا أرى للحكم أن يحكم بينهم ولا يعرض لهم ، فإن ترافعوا إليه كان مخيرا إن شاء حكم ، وإن شاء ترك .

                                                                                                                                                                                      قال مالك : وترك ذلك أحب إلي وإن حكم فليحكم بينهم بحكم الإسلام ، وذلك أن النبي عليه السلام إنما حكم في الذين حكم فيما بينهم بالرجم ; لأنهم لم تكن لهم ذمة يوم حكم بينهم .

                                                                                                                                                                                      قال مالك : فكذلك رأيت ذلك لأنهم أهل ذمة

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية