الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون

                                                                                                                                                                                                                                        قوله عز وجل: يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة وهذا خطاب توجه إلى من كان من العرب يطوف بالبيت عريانا ، فقيل لهم لا يفتننكم الشيطان بغروره كما فتن أبويكم من قبل حتى أخرجهما من الجنة ، ليكون إشعارهم بذلك أبلغ في الزجر من مجرد النهي. ينزع عنهما لباسهما فيه ثلاثة أقاويل: أحدها: أن لباسهما كان أظفارا تستر البدن فنزعت عنهما وتركت زينة وتبصرة ، قاله ابن عباس .

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: أن لباسهما كان نورا ، قاله وهب بن منبه. والثالث: أنه نزع عنهما لباسهما من تقوى الله وطاعته ، قاله مجاهد . ليريهما سوآتهما فيه قولان: أحدهما: أجسادهما من العورة حين خرجا من لباسهما ، وهو مقتضى قول ابن عباس . والثاني: سوأة معصيتهما حتى خرجا من تقوى الله وطاعته ، وهو معنى قول مجاهد . إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم فيه وجهان: أحدهما: قومه ، وهو قول الجمهور. [ ص: 216 ] والثاني: جيله ، قاله السدي . من حيث لا ترونهم يحتمل وجهين: أحدهما: من حيث لا تبصرون أجسادهم. والثاني: من حيث لا تعلمون مكرهم وفتنتهم.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية