الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                قل أتعبدون من دون الله ما لا يملك لكم ضرا ولا نفعا والله هو السميع العليم

                                                                                                                                                                                                ما لا يملك : هو عيسى ، أي : شيئا لا يستطيع أن يضركم بمثل ما يضركم به الله من البلايا والمصائب في الأنفس والأموال ، ولا أن ينفعكم بمثل ما ينفعكم به من صحة الأبدان والسعة والخصب ، ولأن كل ما يستطيعه البشر من المضار والمنافع فبإقدار الله وتمكينه ، فكأنه لا يملك منه شيئا ، وهذا دليل قاطع على أن أمره مناف للربوبية ، حيث جعله لا يستطيع ضرا ولا نفعا ، وصفة الرب أن يكون قادرا على كل شيء لا يخرج مقدور على قدرته والله هو السميع العليم متعلق بـ “ أتعبدون" ، أي : أتشركون بالله ولا تخشونه ، وهو الذي يسمع ما تقولون ويعلم ما تعتقدون أو أتعبدون العاجز والله هو السميع العليم الذي يصح منه أن يسمع كل مسموع ويعلم كل معلوم ، ولن يكون كذلك إلا وهو حي قادر .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية