الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
سورة غافر

مكية بإجماع، وقد روي في بعض آياتها أنها مدنية، وذلك ضعيف، والأول أصح، وآيها: خمس وثمانون آية، وحروفها: أربعة آلاف وتسع مئة وستون حرفا، وكلمها: ألف ومئة وتسع وتسعون كلمة.

روى أنس عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أن الحواميم ديباج القرآن" ومعنى العبارة أنها خلت من الأحكام، وقصرت على المواعظ والزجر وطرق الآخرة محضا، وأيضا فهي قصار لا يلحق قارئها فيها سآمة.

وعن عبد الله بن مسعود: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "من أراد أن يرتع في رياض مؤنقة من الجنة، فليقرأ الحواميم".

وعن ابن عباس قال: "لكل شيء لباب، ولباب القرآن الحواميم". [ ص: 95 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

حم

[1] حم قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، وابن ذكوان عن ابن عامر، وأبو بكر عن عاصم: بإمالة الحاء محضا، وقرأ ورش عن نافع: بإمالتها بين اللفظين، واختلف عن

أبي عمرو، فروي عنه بين اللفظين، والفتح، والوجهان صحيحان عنه، وقرأ الباقون، وهم: ابن كثير، وأبو جعفر، ويعقوب، وحفص عن عاصم، وقالون عن نافع، وهشام عن ابن عامر: بالفتح، وأبو جعفر: يقطع الحروف على أصله، وكذا اختلافهم في بقية الحواميم، وقد تقدم الكلام في الحروف المقطعة في أوائل السور، ويختص هذا المحل بقول آخر: أن هجاء (حم) بضم الحاء وشد الميم المفتوحة; كأنه يقول: حتم الأمر، ووقع، وقال ابن عباس: " (الر) و(حم) و(ن) هي حروف (الرحمن) مقطعة في سور، وروي أنه [ ص: 96 ] اسم الله الأعظم، أقسم بحلمه وملكه، وقيل: الأقرب ها هنا أن يقال: (حم) اسم السورة.

التالي السابق


الخدمات العلمية