الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين

                                                                                                                                                                                                                                      125 - بلى إيجاب لما بعد لن، أي: يكفيكم الإمداد بهم، فأوجب الكفاية، ثم قال: إن تصبروا على القتال وتتقوا خلاف الرسول صلى الله عليه وسلم ويأتوكم يعني: المشركين، من فورهم هذا هو من فارت القدر: إذا غلت، فاستعير للسرعة، ثم سميت بها الحالة التي لا ريث بها، ولا تعريج على شيء من صاحبها، فقيل: خرج من فوره، كما تقول: من ساعته لم يلبث، ومنه قول الكرخي: الأمر المطلق على الفور لا على التراخي، والمعنى: إن يأتوكم من ساعتهم هذه يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة في حال إتيانهم لا يتأخر نزولهم عن إتيانهم، يعني: أن الله تعالى يعجل نصرتكم، وييسر فتحكم إن [ ص: 290 ] صبرتم واتقيتم (مسومين) بكسر الواو، مكي، وأبو عمرو، وعاصم، وسهل، أي: معلمين أنفسهم أو خيلهم بعلامة يعرف بها في الحرب. والسومة: العلامة، عن الضحاك: معلمين بالصوف الأبيض في نواصي الدواب وأذنابها، غيرهم بفتح الواو، أي: معلمين، قال الكلبي: معلمين بعمائم صفر مرخاة على أكتافهم، وكانت عمامة الزبير يوم بدر صفراء، فنزلت الملائكة كذلك، قال قتادة: نزلت ألفا فصاروا ثلاثة آلاف، ثم خمسة آلاف.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية