الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      باب في فضل الرباط

                                                                      2500 حدثنا سعيد بن منصور حدثنا عبد الله بن وهب حدثني أبو هانئ عن عمرو بن مالك عن فضالة بن عبيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كل الميت يختم على عمله إلا المرابط فإنه ينمو له عمله إلى يوم القيامة ويؤمن من فتان القبر

                                                                      التالي السابق


                                                                      أي ارتباط الخيل في الثغر والمقام فيه .

                                                                      ( عن فضالة ) : بفتح الفاء والضاد المعجمة ( كل الميت يختم على عمله ) : المراد به طي صحيفته وأن لا يكتب له بعد موته عمل وفي رواية الترمذي " كل ميت " بغير اللام وهو الصواب من جهة اللفظ لأن كلمة كل إذا أضيفت إلى نكرة فهي لاستغراق أفرادها كقوله تعالى كل نفس ذائقة الموت وإذا أضيفت إلى مفرد معرفة فمقتضاها استغراق أجزائه قاله الشيخ ولي الدين العراقي ( إلا المرابط ) : هو الملازم للثغر للجهاد .

                                                                      قال بعض الأئمة : أصل المرابطة أن يربط الفريقان خيولهم في ثغر كل منهما ، معد لصاحبه ، فسمي المقام في الثغور رباطا ( ينمو ) : أي يزيد ( إلى يوم القيامة ) : يعني أن ثوابه يجري له دائما ولا ينقطع بموته ( ويؤمن ) : بضم ففتح فتشديد ( من فتان القبر ) : بفتح الفاء وتشديد الفوقية للمبالغة من الفتنة .

                                                                      وقيل بضم فتشديد جمع فاتن قاله في فتح الودود .

                                                                      وقال العزيزي : أي فتانيه وهما منكر ونكير ، قال العلقمي : يحتمل أن يكون المراد أن الملكين لا يجيئان إليه ولا يختبرانه بل يكفي موته مرابطا في سبيل الله شاهدا على صحة [ ص: 145 ] إيمانه .

                                                                      ويحتمل أنهما يجيئان إليه لكن لا يضرانه ولا يحصل بسبب مجيئهما فتنة .

                                                                      قال المنذري : وأخرجه الترمذي .

                                                                      وقال : حسن صحيح .




                                                                      الخدمات العلمية