الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      أم يقولون افترى على الله كذبا فإن يشأ الله يختم على قلبك ويمح الله الباطل ويحق الحق بكلماته إنه عليم بذات الصدور

                                                                                                                                                                                                                                      24 - أم يقولون افترى على الله كذبا ؛ "أم"؛ منقطعة؛ ومعنى الهمزة فيه: التوبيخ؛ كأنه قيل: "أيتمالكون أن ينسبوا مثله إلى الافتراء؛ ثم إلى الافتراء على الله؛ الذي هو أعظم الفرى؛ وأفحشها؟!"؛ فإن يشأ الله يختم على قلبك ؛ قال مجاهد: أي: يربط على قلبك بالصبر على أذاهم؛ وعلى قولهم: افترى على الله كذبا؛ لئلا تدخله مشقة في تكذيبهم؛ ويمح الله الباطل ؛ أي: الشرك؛ وهو كلام مبتدأ غير معطوف على "يختم"؛ لأن محو الباطل غير متعلق بالشرط؛ بل هو وعد مطلق؛ دليله تكرار اسم الله (تعالى)؛ ورفع ويحق ؛ وإنما سقطت الواو في الخط؛ كما سقطت في ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير ؛ و سندع الزبانية ؛ على أنها مثبتة في مصحف نافع؛ ويحق الحق ؛ ويظهر الإسلام؛ ويثبته؛ بكلماته ؛ [ ص: 254 ] بما أنزل من كتابه على لسان نبيه - صلى الله عليه وسلم -؛ وقد فعل الله ذلك؛ فمحا باطلهم؛ وأظهر الإسلام؛ إنه عليم بذات الصدور ؛ أي: عليم بما في صدرك؛ وصدورهم؛ فيجزي الأجر على حسب ذلك .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية