الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      فإن أعرضوا فما أرسلناك عليهم حفيظا إن عليك إلا البلاغ وإنا إذا أذقنا الإنسان منا رحمة فرح بها وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم فإن الإنسان كفور

                                                                                                                                                                                                                                      48 - فإن أعرضوا ؛ عن الإيمان؛ فما أرسلناك عليهم حفيظا ؛ رقيبا؛ إن عليك إلا البلاغ ؛ ما عليك إلا تبليغ الرسالة؛ وقد فعلت؛ وإنا إذا أذقنا الإنسان ؛ المراد الجمع؛ لا الواحد؛ منا رحمة ؛ نعمة؛ وسعة؛ وأمنا؛ وصحة؛ فرح بها ؛ بطر لأجلها؛ وإن تصبهم سيئة ؛ بلاء؛ كالمرض؛ والفقر؛ ونحوهما؛ وتوحيد "فرح"؛ [ ص: 261 ] باعتبار اللفظ؛ والجمع في "إن تصبهم"؛ باعتبار المعنى؛ بما قدمت أيديهم ؛ بسبب معاصيهم؛ فإن الإنسان كفور ؛ ولم يقل: "فإنه كفور"؛ ليسجل على أن هذا الجنس موسوم بكفران النعم؛ كما قال: إن الإنسان لظلوم كفار ؛ و"الكفور": البليغ الكفران؛ والمعنى أنه يذكر البلاء؛ وينسى النعم؛ ويغمطها؛ قيل: أريد به؛ كفران النعمة؛ وقيل: أريد به الكفر بالله (تعالى) .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية