الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      باب في الرمي

                                                                      2513 حدثنا سعيد بن منصور حدثنا عبد الله بن المبارك حدثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر حدثني أبو سلام عن خالد بن زيد عن عقبة بن عامر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله عز وجل يدخل بالسهم الواحد ثلاثة نفر الجنة صانعه يحتسب في صنعته الخير والرامي به ومنبله وارموا واركبوا وأن ترموا أحب إلي من أن تركبوا ليس من اللهو إلا ثلاث تأديب الرجل فرسه وملاعبته أهله ورميه بقوسه ونبله ومن ترك الرمي بعد ما علمه رغبة عنه فإنها نعمة تركها أو قال كفرها

                                                                      التالي السابق


                                                                      ( بالسهم الواحد ) : أي بسبب رميه على الكفار .

                                                                      قال في المصباح : السهم [ ص: 154 ] واحد من النبل وقيل السهم نفس النصل .

                                                                      وقال النبل السهام العربية وهي مؤنثة ولا واحد لها من لفظها بل الواحد سهم فهي مفردة اللفظ مجموعة المعنى ( ثلاثة نفر الجنة ) : بالنصب فيهما على المفعولية ( صانعه ) : بدل بعض من ثلاثة ( يحتسب في صنعته الخير ) : أي حال كونه يطلب في صنعة السهم الثواب من الله تعالى ( والرامي به ) : أي كذلك محتسبا وكذا قوله ( ومنبله ) : بتشديد الموحدة ويخفف أي مناول النبل ففي النهاية : نبلت الرجل بالتشديد إذا ناولته النبل ليرمي به ، وكذلك أنبلته .

                                                                      قال الخطابي : وقد يكون ذلك على وجهين : أحدهما : أن يقوم مع الرامي بجنبه أو خلفه ومعه عدد من النبل فيناوله واحدا بعد واحد ، والوجه الآخر : أن يرد عليه المرمي به ( ليس من اللهو إلا ثلاث ) : قال الخطابي : يريد ليس المباح من اللهو إلا ثلاث .

                                                                      قال في مرقاة الصعود : وعلى هذا ففيه حذف اسم ولم يجزه النحاة ولا حذف خبرها والاقتصار على الاسم .

                                                                      وقد روى الترمذي هذا الحديث بلفظ كل شيء يلهو به الرجل فهو باطل إلا رميه بقوسه ، وتأديبه فرسه ، وملاعبته امرأته فإنهن من الحقوهذه الرواية لا إشكال فيها وبها يعرف أن الأول من تصرف الرواة .

                                                                      وقال ابن معن في التنقيب في شرح اللفظ الأول يعني ليس من اللهو المستحب انتهى ( تأديب الرجل فرسه ) : أي تعليمه إياه بالركض والجولان على نية الغزو ( رغبة عنه ) : أي إعراضا عنه ( أو قال كفرها ) : شك من الراوي أي ستر تلك النعمة أو ما قام يشكرها من الكفران ضد الشكر .

                                                                      قال المنذري : وأخرجه النسائي .

                                                                      وأخرج مسلم في صحيحه من حديث عبد الرحمن بن شماسة عن مرثد عن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من علم الرمي ثم تركه فليس منا وقد عصى .




                                                                      الخدمات العلمية