الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث فاتقوا الله يا أولي الألباب لعلكم تفلحون

                                                                                                                                                                                                البون بين الخبيث والطيب بعيد عند الله تعالى وإن كان قريبا عندكم ، فلا تعجبوا بكثرة الخبيث حتى تؤثروه لكثرته على القليل الطيب ، فإن ما تتوهمونه في الكثرة من الفضل ، لا يوازي النقصان في الخبيث ، وفوات الطيب وهو عام في حلال المال وحرامه ، وصالح العمل وطالحه ، وصحيح المذاهب وفاسدها ، وجيد الناس ورديهم ، [ ص: 300 ] فاتقوا الله : وآثروا الطيب ، وإن قل ، على الخبيث وإن كثر ، ومن حق هذه الآية أن تكفح بها وجوه المجبرة إذا افتخروا بالكثرة ; كما قيل [ الطويل] :


                                                                                                                                                                                                وكاثر بسعد إن سعدا كثيرة ولا ترج من سعد وفاءا ولا نصرا



                                                                                                                                                                                                وكما قيل [من البسيط] :


                                                                                                                                                                                                لا يدهمنك من دهمائهم عدد     فإن جلهم بل كلهم بقر



                                                                                                                                                                                                وقيل : نزلت في حجاج اليمامة ، حين أراد المسلمون أن يوقعوا بهم ، فنهوا عن الإيقاع بهم وإن كانوا مشركين .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية