الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين

                                                                                                                                                                                                                                      140 إن يمسسكم قرح بضم القاف حيث كان كوفي، غير حفص. وبفتح القاف غيرهم. وهما لغتان كالضعف والضعف. وقيل: بالفتح الجراحة، وبالضم: ألمها. فقد مس القوم قرح مثله أي: إن نالوا منكم يوم أحد فقد نلتم منه يوم بدر، ثم لم يضعف ذلك قلوبهم، ولم يمنعهم عن [ ص: 296 ] معاودتكم إلى القتال، فأنتم أولى ألا تضعفوا وتلك مبتدأ الأيام صفته، والخبر نداولها نداولها نصرفها، بين الناس أي: نصرف ما فيها من النعم والنقم، نعطي لهؤلاء تارة، وطورا لهؤلاء، كبيت الكتاب:


                                                                                                                                                                                                                                      فيوما علينا ويوما لنا ... ويوما نساء ويوما نسر



                                                                                                                                                                                                                                      وليعلم الله الذين آمنوا أي: نداولها لضروب من التدبير، وليعلم الله المؤمنين مميزين بالصبر والإيمان من غيرهم، كما علمهم قبل الوجود ويتخذ منكم شهداء وليكرم ناسا منكم بالشهادة، يريد للمستشهدين يوم أحد، أو ليتخذ منكم من يصلح للشهادة على الأمم يوم القيامة من قوله: لتكونوا شهداء على الناس [البقرة: 143] والله لا يحب الظالمين اعتراض بين بعض التعليل وبعض، ومعناه: والله لا يحب من ليس من هؤلاء الثابتين على الإيمان المجاهدين في سبيله، وهم المنافقون والكافرون.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية