الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      باب في الرجل يغزو يلتمس الأجر والغنيمة

                                                                      2535 حدثنا أحمد بن صالح حدثنا أسد بن موسى حدثنا معاوية بن صالح حدثني ضمرة أن ابن زغب الإيادي حدثه قال نزل علي عبد الله بن حوالة الأزدي فقال لي بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لنغنم على أقدامنا فرجعنا فلم نغنم شيئا وعرف الجهد في وجوهنا فقام فينا فقال اللهم لا تكلهم إلي فأضعف عنهم ولا تكلهم إلى أنفسهم فيعجزوا عنها ولا تكلهم إلى الناس فيستأثروا عليهم ثم وضع يده على رأسي أو قال على هامتي ثم قال يا ابن حوالة إذا رأيت الخلافة قد نزلت أرض المقدسة فقد دنت الزلازل والبلابل والأمور العظام والساعة يومئذ أقرب من الناس من يدي هذه من رأسك قال أبو داود عبد الله بن حوالة حمصي

                                                                      التالي السابق


                                                                      ( على أقدامنا ) : أي راجلين ليس لنا مركب وهو حال من الضمير في بعثنا أي أرسلنا لنأخذ الغنيمة رجالا غير ركاب ( وعرف الجهد ) : أي المشقة والتعب ( لا تكلهم ) : من وكل إليه الأمر وكلا ووكولا سلمه ( فأضعف عنهم ) : أي عن مؤنتهم ( فيعجزوا عنها ) : أي عن مؤنة أنفسهم ( فيستأثروا عليهم ) : أي يختاروا أنفسهم عليهم ، عدل عن قوله فيعجزوا إشعارا بأنهم ما يكتفون بإظهار العجز بل يتبادرون إلى أن يختاروا الجيد لأنفسهم والرديء لغيرهم .

                                                                      قال الطيبي : المعنى لا تفوض أمورهم إلي فأضعف عن كفاية مؤنتهم ، ولا تفوضهم إلى أنفسهم فيعجزوا عن أنفسهم لكثرة شهواتها وشرورها ، ولا تفوضهم إلى الناس فيختاروا أنفسهم على هؤلاء فيضيعوا ، بل هم عبادك فافعل بهم ما يفعل السادة بالعبيد ( أو على هامتي ) : شك من الراوي .

                                                                      في القاموس : الهامة رأس كل شيء ( إذا رأيت الخلافة ) : أي خلافة النبوة ( قد نزلت أرض المقدسة ) : أي من المدينة إلى أرض الشام كما وقعت في [ ص: 170 ] إمارة بني أمية .

                                                                      قاله القاري ( فقد دنت ) : أي قربت ( والبلابل ) : قال الخطابي : البلابل الهموم والأحزان وبلبلة الصدر وسواس الهموم واضطرابها .

                                                                      قال : وإنما أنذر أيام بني أمية وما حدث من الفتن في زمانهم انتهى .

                                                                      قال المنذري : ابن زغب بضم الزاي وسكون الغين المعجمة وبعدها باء موحدة .

                                                                      ذكر الأمير أبو نصر أن له صحبة ، وحكي عن أبي زرعة الدمشقي أن اسمه عبد الله .

                                                                      هذا آخر كلامه .

                                                                      وعبد الله بن حوالة هذا أزدي له صحبة كنيته أبو حوالة ، وقيل أبو محمد نزل الأردن ، وقيل : إنه سكن دمشق وقدم مصر مع مروان بن الحكم .

                                                                      وحوالة في اسم أبيه وكنيته بفتح الحاء المهملة وبعدها واو مفتوحة ولام مفتوحة وتاء تأنيث .




                                                                      الخدمات العلمية