الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      باب في النداء عند النفير يا خيل الله اركبي

                                                                      2560 حدثنا محمد بن داود بن سفيان حدثني يحيى بن حسان أخبرنا سليمان بن موسى أبو داود حدثنا جعفر بن سعد بن سمرة بن جندب حدثني خبيب بن سليمان عن أبيه سليمان بن سمرة عن سمرة بن جندب أما بعد فإن النبي صلى الله عليه وسلم سمى خيلنا خيل الله إذا فزعنا وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا إذا فزعنا بالجماعة والصبر والسكينة وإذا قاتلنا [ ص: 185 ]

                                                                      التالي السابق


                                                                      [ ص: 185 ] 54 - باب في النداء

                                                                      أي نداء الإمام .

                                                                      ( عند النفير ) : نفر إلى الشيء أسرع إليه ، ويقال للقوم النافرين لحرب أو غيرها نفير تسمية بالمصدر ( يا خيل الله اركبي ) : قال في النهاية : هذا على حذف المضاف أراد يا فرسان خيل الله اركبي وهذا من أحسن المجازات وألطفها انتهى .

                                                                      وقال السيوطي : يشير إلى ما أخرجه العسكري في الأمثال عن أنس أن حارثة بن النعمان قال : يا نبي الله ادع لي بالشهادة فدعا له فنودي يوما يا خيل الله اركبي فكان أول فارس ركب وأول فارس استشهد .

                                                                      وقال الراغب : الخيل أصله للأفراس والفرسان ويستعمل لكل منفرد نحو يا خيل اركبي فهو للفرسان ، وعفوت لكم عن صدقة الخيل أي الأفراس انتهى .

                                                                      ( خيلنا ) : أي فرساننا ( إذا فزعنا ) : أي خفنا ( يأمرنا إذا فزعنا ) : قال الحافظ العراقي : يحتمل أن يكون معناه إذا خفنا وأن يكون معناه إذا أغثنا .

                                                                      قال : وقد ذكر الجوهري أن الفزع يطلق بالمعنيين جميعا .

                                                                      وفي النهاية : الفزع في الأصل الخوف فوضع للإغاثة والنصر لأن من شأنه الإغاثة والدفع عن الحريم مراقب حذر انتهى .

                                                                      ( بالجماعة ) : متعلق بقوله يأمرنا ( والصبر والسكينة ) : معطوف على قوله بالجماعة ( وإذا قاتلنا ) : قال العراقي : يدل على أن الفزع هنا غير المقاتلة فيحمل على خوف أو يقال لا يلزم من الاستغاثة المقاتلة فقد يغيث ولا يترتب عليه قتال انتهي .

                                                                      أي يأمرنا إذا قاتلنا بالجماعة والصبر السكينة .

                                                                      والحديث سكت عنه المنذري .




                                                                      الخدمات العلمية