الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                معلومات الكتاب

                الأشباه والنظائر على مذاهب أبي حنيفة النعمان

                ابن نجيم - زين الدين بن إبراهيم بن محمد

                صفحة جزء
                [ ص: 301 ] الفن السابع : الحكايات والمراسلات بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد . فهذا هو الفن السابع من الأشباه والنظائر وبه تمامه ، وهو فن الحكايات والمراسلات ، وهو فن واسع قد كنت طالعت فيه أواخر كتب الفتاوى ، وطالعت مناقب الكردري مرارا وطبقات عبد القادر ،

                1 - لكني اختصرت في هذا الكراس منها الزبدة . مقتصرا غالبا على ما اشتمل على أحكام ،

                2 - لما جلس أبو يوسف رحمه الله تعالى للتدريس من غير إعلام أبي حنيفة رحمه الله فأرسل إليه أبو حنيفة رحمه الله رجلا فسأله عن خمس مسائل . الأولى : قصار جحد الثوب وجاء به مقصورا ، هل يستحق الأجر أم لا ؟ فأجاب أبو يوسف رحمه الله : يستحق الأجر . فقال له الرجل : أخطأت فقال : لا يستحق فقال : أخطأت ، [ ص: 302 ]

                3 - ثم قال له الرجل : إن كانت القصارة قبل الجحود ،

                4 - استحق ،

                5 - وإلا لا .

                [ ص: 301 ]

                التالي السابق


                [ ص: 301 ] قوله : لكني اختصرت في هذا الكراس . فيه أنه لا يقال في الواحد كراس وإنما يقول كراسة قال في القاموس الكراسة واحدة الكراس والكراريس الجزء من الصحيفة .

                ( 2 ) قوله : لما جلس أبو يوسف رحمه الله للتدريس من غير إعلام أبي حنيفة رحمه الله إلخ . الظاهر من حال الإمام أبي حنيفة رحمه الله وزهده أنه ما أرسل له ذلك [ ص: 302 ] الرجل إلا ليحقق وصلاحيته للتدريس وللتنبيه على أنه كان ينبغي له أن يستأذنه في التدريس رعاية لحق الأستاذ فإن له على التلميذ حقوقا ذكرها المشايخ وهي أن لا يفتتح الكلام قبله ولا يجلس مكانه وإن غاب عنه ولا يرد عليه كلامه ولا يتقدم عليه في مشيته ذكر ذلك في الخلاصة نقلا عن روضة زندويسي .

                ( 3 ) قوله : ثم قال له الرجل إن كانت القصارة قبل الجحود إلخ . القائل هو الإمام لما أتاه أبو يوسف لا الرجل السائل كما في التهذيب لابن العز .

                ( 4 ) قوله : استحق الأجر لأنه أجير كما في التهذيب وفي مناقب الكردري يجب الأجر لأنه صنعه للمالك .

                ( 5 ) قوله : وإلا لا لأنه غاصب كما في التهذيب وفي الينابيع لا يستحق الأجر فإنه لما جحد صار غاصبا وتبطل الإجارة فإن قصر بعد ذلك فقد قصر بغير عقد فلا يستوجب الأجر كذا في الخانية وفي مناقب الكردري لا يجب الأجر لأنه صنعه لنفسه




                الخدمات العلمية