الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى ثالثا

                                                                                                          2337 حدثنا عبد الله بن أبي زياد حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد حدثنا أبي عن صالح بن كيسان عن ابن شهاب عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان لابن آدم واديان من ذهب لأحب أن يكون له ثالث ولا يملأ فاه إلا التراب ويتوب الله على من تاب وفي الباب عن أبي بن كعب وأبي سعيد وعائشة وابن الزبير وأبي واقد وجابر وابن عباس وأبي هريرة قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( أخبرنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد ) بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري أبو يوسف المدني ، نزيل بغداد ، ثقة فاضل من صغار التاسعة ( أخبرنا أبي ) أي إبراهيم بن سعد بن إبراهيم أبو إسحاق ، ثقة حجة ، تكلم فيه بلا قادح من الثامنة .

                                                                                                          قوله : ( واديا ) كذا وقع في أصل الكروخي ، والصواب واد وثان كذا في هامش النسخة الأحمدية من ذهب ، وفي رواية من فضة وذهب ( ولا يملأ فاه ) أي فمه ، وفي رواية : ولا يملأ جوف ابن آدم ، وفي رواية : لا يسد جوف ابن آدم ، ( إلا التراب ) معناه : لا يزال حريصا على الدنيا حتى يموت ويمتلئ جوفه من تراب قبره ، وهذا الحديث يخرج على حكم غالب بني آدم في الحرص على الدنيا ( ويتوب الله على من تاب ) أي أن الله يقبل التوبة من الحريص كما يقبلها من غيره ، قيل وفيها إشارة إلى ذم الاستكثار من جمع المال وتمني ذلك والحرص عليه للإشارة إلى أن الذي يترك ذلك يطلق عليه أنه تاب ، ويحتمل أن يكون تاب بالمعنى اللغوي وهو مطلق الرجوع أي رجع عن ذلك الفعل والتمني ، وقال الطيبي : يمكن أن يكون معناه أن بني آدم مجبولون على حب المال والسعي في طلبه ، وأن لا يشبع منه إلا من عصمه الله ووفقه لإزالة هذه الجبلة عن نفسه وقليل ما هم ، فوضع قوله : ويتوب الله على من تاب موضعه إشعارا بأن هذه الجبلة المركوزة مذمومة جارية مجرى الذنب ، وأن إزالتها ممكنة بتوفيق الله وتسديده وإلى ذلك الإشارة بقوله تعالى : ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفحلون .

                                                                                                          قوله : ( وفي الباب عن أبي بن كعب إلخ ) أما حديث أبي بن كعب فأخرجه الترمذي في فصله من أبواب المناقب ، وأما حديث أبي سعيد وحديث عائشة فلينظر من أخرجهما ، وأما حديث [ ص: 520 ] ابن الزبير فأخرجه البخاري ، وأما حديث أبي واقد فأخرجه أحمد وأبو عبيد في فضائل القرآن ذكره الحافظ في الفتح ، وأما حديث جابر فأخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن كما في الفتح ، وأما حديث ابن عباس فأخرجه البخاري ومسلم ، وأما حديث أبي هريرة فأخرجه ابن ماجه .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه أحمد والشيخان .




                                                                                                          الخدمات العلمية