الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
كتاب البيوع قال الشيخ الإمام الأجل الزاهد شمس الأئمة وفخر الإسلام أبو بكر محمد بن أبي سهل السرخسي ، رحمه الله تعالى ، إملاء : اعلم بأن الله سبحانه وتعالى جعل المال سببا لإقامة مصالح العباد في الدنيا وشرع طريق التجارة لإكسابها ; لأن ما يحتاج إليه كل أحد لا يوجد مباحا في كل موضع ، وفي الأخذ على سبيل التغالب فساد ، والله لا يحب الفساد . وإلى ذلك أشار الله سبحانه وتعالى في قوله { : يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم } . والتجارة نوعان : حلال يسمى في الشرع بيعا وحرام يسمى ربا ، كل واحد منهما تجارة ، فإن الله أخبر عن الكفرة إنكارهم الفرق بين البيع والربا عقلا ، فقال عز وجل : { ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا } ، ثم فرق بينهما في الحل والحرمة بقوله تعالى : { وأحل الله البيع وحرم الربا } ; فعرفنا أن كل واحد منهما تجارة وأن الحلال الجائز منها بيع شرعا . بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس يتعاملونه فأقرهم عليه .

التالي السابق


الخدمات العلمية