الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في كراهية كثرة الأكل

                                                                                                          2380 حدثنا سويد بن نصر أخبرنا عبد الله بن المبارك أخبرنا إسمعيل بن عياش حدثني أبو سلمة الحمصي وحبيب بن صالح عن يحيى بن جابر الطائي عن مقدام بن معدي كرب قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطن بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه حدثنا الحسن بن عرفة حدثنا إسمعيل بن عياش نحوه وقال المقدام بن معدي كرب عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يذكر فيه سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( حدثني أبو سلمة الحمصي ) اسمه سليمان بن سليم الكلبي الشامي القاضي بحمص ثقة عابد من السابعة ( وحبيب بن صالح ) الطائي أبو موسى الحمصي ويقال حبيب بن أبي موسى ثقة من السابعة ( عن يحيى بن جابر الطائي ) أبي عمرو الحمصي القاضي ثقة من السادسة وأرسل كثيرا ( عن مقدام بن معد يكرب ) بن عمرو الكندي ، صحابي مشهور نزل الشام .

                                                                                                          قوله : ( ما ملأ آدمي وعاء ) أي ظرفا ( شرا من بطن ) صفة وعاء ، جعل البطن أولا وعاء كالأوعية التي تتخذ ظروفا لحوائج البيت توهينا لشأنه ثم جعله شر الأوعية ؛ لأنها [ ص: 44 ] استعملت فيما هي له والبطن خلق لأن يتقوم به الصلب بالطعام وامتلاؤه يفضي إلى الفساد في الدين والدنيا فيكون شرا منها ( بحسب ابن آدم ) مبتدأ أو الباء زائدة أي يكفيه وقوله ( أكلات ) بضمتين خبره نحو قوله : بحسبك درهم والأكلة بالضم اللقمة أي يكفيه هذا القدر في سد الرمق وإمساك القوة ( يقمن ) من الإقامة ( صلبه ) أي ظهره تسمية للكل باسم جزئه ، كناية عن أنه لا يتجاوز ما يحفظه من السقوط ويتقوى به على الطاعة ( فإن كان لا محالة ) بفتح الميم ويضم ، أي إن كان لا بد من التجاوز عما ذكر فلتكن أثلاثا ( فثلث ) أي فثلث يجعله ( لطعامه ) أي مأكوله ( وثلث ) يجعله ( لشرابه ) أي مشروبه ( وثلث ) يدعه ( لنفسه ) بفتح الفاء أي يبقي من ملئه قدر الثلث ليتمكن من التنفس ويحصل له نوع صفاء ورقة وهذا غاية ما اختير للأكل ويحرم الأكل فوق الشبع . وقال الطيبي -رحمه الله- : أي الحق الواجب أن لا يتجاوز عما يقام به صلبه ليتقوى به على طاعة الله فإن أراد البتة التجاوز فلا يتجاوز عن القسم المذكور .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه أحمد وابن ماجه والحاكم وقال صحيح .




                                                                                                          الخدمات العلمية